تقديرات أمريكية ودور غربي في التصدي للرد الإيراني على إسرائيل
تقرير: علي الجابري
مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، تواجه الجهود الدولية تحديات كبيرة في احتواء الأزمة.
وفي حين تتباين التقديرات الأمريكية بشأن نوايا إيران للرد على إسرائيل، تبقى الاحتمالات مفتوحة، مما يزيد من تعقيد المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ووسط هذه الأجواء المشحونة، تبرز مواقف إيران الرافضة للمناشدات الغربية والتحذيرات الأمريكية، مع رفض طهران المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
تقديرات واشنطن بشأن الرد الإيراني
في ظل تصاعد التوترات بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران، تشكك واشنطن في أن إيران قد حددت طبيعة ردها على إسرائيل، مما يزيد من تعقيد جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”.
ويمكن تلخيص أحدث التقديرات الأمريكية بشأن رد إيران المحتمل على إسرائيل في النقاط التالية:
• واشنطن لا تعتقد أن إيران حددت طبيعة ردها على إسرائيل حتى ظهر الثلاثاء، بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران.
• إيران اتهمت إسرائيل باستهداف هنية، بينما لم تؤكد إسرائيل أو تنفي مسؤوليتها.
• الجهود الدبلوماسية مستمرة لمنع إيران من تنفيذ تهديداتها، مع استعدادات من إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل.
• تحذيرات الإدارة الأمريكية قد أثرت على حسابات إيران.
• وفاة هنية تعقد المفاوضات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”.
• الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن قلقه بشأن المفاوضات واحتمال هجوم إيراني على إسرائيل.
إيران ترفض المناشدات الغربية
رفضت إيران بشكل قاطع المناشدات الغربية، بما في ذلك دعوات بريطانيا، للامتناع عن مهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفي محادثة هاتفية نادرة، حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان على التراجع عن تهديدات بلاده بشن هجوم عسكري، لكن بيزشكيان أصر على أن الرد الإيراني هو وسيلة مشروعة لوقف الجريمة، وأنه يمثل حقًا قانونيًا لإيران في مواجهة ما وصفه بالعدوان.
وفي خضم تصاعد التوترات، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا بياناً مشتركاً يحث إيران على الامتناع عن أي هجمات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة. ودعا البيان إيران وحلفاءها إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدين أن أي تصرفات تعرض الاستقرار والسلام في المنطقة للخطر ستكون عواقبها وخيمة. وقد أشاروا إلى ضرورة التحلي بالحكمة والهدوء لتجنب سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى تصعيد غير مقصود.
ورغم هذه المناشدات الدولية، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية تلك الدعوات، ووصفتها بأنها غير منطقية ومخالفة لمبادئ القانون الدولي. وأكدت إيران أنها لن تتخلى عن حقها في الرد على أي اعتداء تتعرض له، معتبرة أن دعم الدول الغربية لإسرائيل يشجعها على مواصلة “الفظائع”، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن في المنطقة.
إيران ترفض المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
كانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد أعلنت في تصريحات لصحف غربية أن إيران لا تنوي إرسال ممثلين إلى مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وأكدت البعثة أن طهران لم تشارك في المفاوضات غير المباشرة السابقة بين إسرائيل وحركة “حماس” بوساطة قطر ومصر وأمريكا.
صرحت البعثة بأن إيران “ليس لديها أي نية للمشاركة في هذه الجولة من المفاوضات” التي ستعقد الخميس المقبل.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي