التطبيع مع إسرائيل.. ولي العهد السعودي يخشى سيناريو اغتيال مشابه للسادات
تقرير: علي الجابري
في سياق التحولات الإقليمية والسياسية الراهنة، يتصاعد التخوف لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من احتمال أن يواجه مصيرًا مشابهًا لمصير الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الذي اغتيل عقب توقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل.
هذا التخوف ينبع من خطوات بن سلمان الجريئة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو تحرك قد يثير غضبًا شعبيًا واسعًا ويضعه في مرمى تهديدات خطيرة. تصاعد التوترات في المنطقة، خصوصًا بعد الحرب في غزة، وزيادة الغضب العربي تجاه إسرائيل، يعزز من هذه المخاوف.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط هذا القلق بتحفظات قوية على مستوى الشارع العربي والإسلامي بشأن أي تسوية مع إسرائيل دون تحقيق تقدم حقيقي في ملف الدولة الفلسطينية، وهو ما يجعل بن سلمان يشعر بأنه بحاجة إلى ضمانات أمنية كبيرة من الولايات المتحدة لحماية حياته ومستقبله السياسي.
الخوف من الاغتيال
أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مخاوفه من تعرضه لخطر الاغتيال بسبب مساعيه للتوصل إلى اتفاق تاريخي مع إسرائيل. خلال محادثات مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء من الكونغرس، أشار بن سلمان إلى أن سعيه لتحقيق تطبيع كامل للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يعرضه لتهديدات جدية على حياته. هذه المخاوف تستند إلى تجربته مع سلفه أنور السادات، الذي اغتيل بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وهو ما يعكس القلق العميق لبن سلمان من تكرار نفس السيناريو.
تسعى السعودية تحت قيادة بن سلمان إلى إبرام صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتضمن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، بالإضافة إلى ضمانات أمنية أمريكية ومساعدة في برامج نووية مدنية واستثمارات اقتصادية. إلا أن هذه التحركات تواجه مقاومة شديدة من بعض القوى الإقليمية والمحلية التي قد تتصادم مع سياسات بن سلمان. الارتباط الوثيق بين هذا الاتفاق وسياقات تاريخية ومعاصرة يزيد من التوترات ويضاعف من خطورة الوضع الذي يواجهه ولي العهد.
تأتي مخاوف بن سلمان في سياق متصاعد من التوترات الإقليمية والعالمية، حيث يعكس تحذيره من خطر الاغتيال القلق العميق الذي يساوره من ردود الفعل المحتملة على تحركاته السياسية. من المتوقع أن تتفاقم هذه المخاوف إذا لم يتم تحقيق تقدم ملموس في ملف القضية الفلسطينية ضمن أي اتفاق محتمل، حيث يعتبر بن سلمان أن هذا الأمر حاسم لضمان الاستقرار السياسي والأمني في المملكة والحد من المخاطر المحتملة على حياته.
الاتفاق السعودي الأمريكي الإسرائيلي
الجهود السعودية للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل تشمل مجموعة من الشروط والالتزامات التي تعكس تطلعات الرياض لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والأمنية. أبرز هذه الشروط هو ضمان إقامة دولة فلسطينية، حيث يصر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على أن يتضمن الاتفاق مساراً واضحاً نحو حل عادل للقضية الفلسطينية، وهو مطلب يعتبره حاسماً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
في المقابل، تسعى السعودية للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، بما في ذلك التزام بحماية أمن المملكة وتعزيز التعاون العسكري، بالإضافة إلى المساعدة في تطوير برنامج نووي مدني وتحفيز الاستثمارات الاقتصادية في مجالات مثل التكنولوجيا.
فيما يتعلق بالوضع الحالي للمفاوضات، فإن الاتفاق لا يزال قيد التطوير والتفاوض. قد تم الكشف عن بعض تفاصيله عبر وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن الصفقة تشمل التزاماً أمريكياً بتقديم دعم عسكري وتقني للمملكة، بينما ستقوم السعودية بتقليص علاقاتها التجارية مع الصين وتطوير علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. رغم هذه الخطوات، لا يزال هناك فجوة كبيرة في المواقف بين الأطراف، خاصة فيما يتعلق بإدماج مسار واضح لإقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يعرقل تقدم المفاوضات.
الأحداث الأخيرة، بما في ذلك التصعيد في غزة وزيارة المسؤولين الإسرائيليين إلى الأماكن المقدسة، قد أثرت بشكل كبير على سير المفاوضات وأثارت انتقادات واسعة في العالم العربي. هذه الأوضاع تضع ضغطاً إضافياً على المحادثات وتزيد من تعقيد الوصول إلى اتفاق نهائي. لذا، في ظل هذه الظروف المتقلبة، يبقى الوضع مفتوحاً على العديد من الاحتمالات حول كيفية إتمام الصفقة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي