الأديب اللبناني “ميخائيل نعيمة” .. قصائدة الشعرية أناشيد في التأمل والمعاناة الإنسانية
كتبت: نجوى إبراهيم
الأديب والمبدع “ميخائيل نعيمة” أثرى الحياة الأدبية بمجموعة كبيرة من الأعمال التى تنوعت بين القصة القصيرة والرواية والمقالات النقدي، كما نبغ فى القصة والرواية اقتحم مجال الشعر والكتابة المسرحية فتميز فيهما واستطاع أن يحدث اليقظة في الأدب وقاد حركة التجديد، تناولت قصائده الشعرية أبعادًا مختلفة واسعة في الحياة الفردية والإنسانية والكونية مثل معظم كتاباته، توصف هذه القصائد بأنها أناشيد في التأمل العميق والمعاناة الإنسانية البعيدة، أما أعماله المسرحية فتميزت باعتمادها على الحوار وافتقادها للحركة.
ديوانه الشعري
خلال مسيرته الأدبية لم يؤلف “ميخائيل نعيمة” سوى ديوان شعرى واحد أسماه “همس الجفون” صدر فى بيروت عام 1945 تحتوي على قصائد منظومة باللّغة العربيّة وأخرى معرّبة، حيث كتبها باللغة الانجليزية والروسية حيث كان متأثرا فى ذلك الوقت بالأدب الروسي فطغى على كتاباته الأولى وكَتب باللغة الانجليزية ومن أشهر كتاباته فيها قصيدة النهر المتجمد ..وترجم هذه الاشعار بعد ذلك إلى العربية, ونشرها في مجلة الفنون عام 1917م ومن ثم في ديوانه الشعري الوحيد “همس الجفون”.
مسرحياته
كتب “ميخائيل نعيمة” مسرحيتين خلال مسيرته الأدبية هما : “الآباء والبنون” التى نشرت عام 1917، يتحدث فيها عن المشاكل التي تقع في المجتمعات العربية بين الأجداد والأحفاد، أو بين الأجيال القديمة والجديدة، بتصوير دقيق ومفصل، من خلال حوار ماتع بين الهزل والجد.
تلتها مسرحيّة “أيّوب” في عام 1967 تتألف من أربعة فصول يتحدث خلالها عن صبر النبي أيوب الذي أصبح مضرب المثل في الصبر، بعد أن ابتلاه الله في ماله وأهله وجسده.
وكتب “نعيمة “عدة مقالاتٍ في النقد، نُشرت في مجلة الفنون ولاحقاً في كتابَي “الغربال” و”الغربال الجديد” ..وكتب سيرته الذاتية المعنونة “سبعون حكاية عمر” وتم نشرها على ثلاث أجزاءٍ , وكتب سيرة “جبران خليل جبران”, ومن كتاباته أيضا “نجوى الغروب”, “أحاديث مع الصّحافة” ,,”من وحي المسيح “..وفى عام 1975 صدرت مجموعة ميخائيل نعيمه الكاملة بأجزائها التّسعة.
جوائز حصل عليها وتكريمه
حصل “ميخائيل نعيمة “على العديد من الجوائز منها:
- منح عام 1961: مُنِحَ نعيمه جائزة رئيس الجمهوريّة في لبنان، التى تمنح سنويًّا لكاتب لبنانيّ تميّزت آثاره بالعمق والجودة.
- في عام 1977 قررت الحكومة اللبنانية بناء على رغية رئيس الجمهورية وقتها “إلياس سركيس” إقامة مهرجان تكريميّ للاديب “ميخائيل نعيمة ” شاركت فيه الدولة ومختلف الأوساط الأدبية والفكرية والثقافية.
- في عام 2021 خلال مهرجان الفيلم العربى فى بيروت تم عرض الفيلم الوثائقى “ثمارون بغدادى فى المركز الفرنسى وهو عبارة عن لقاء مطول أجراه المخرج مع ميخائيل نعيمة، أجاب فيه الأخير على العديد من الاسئلة التي طرحها السينمائي حول حياته الخاصة وتربيته وأفكاره وشؤون السياسة والبيئة والجبل اللبناني والحرب والمرأة والطائفية وجبران خليل جبران والإيمان والله. تمّ تصوير الفيلم في العام 1977، بعد سنتين على اندلاع الحرب الأهلية. وقد كان الفيلم شبه مفقود، بعد أن عُرض في المركز الثقافي الفرنسي عرضاً واحداً فقط في العام 1981 وبعد حوالي 40 سنة عُرض في المكان نفسه في العام 2021 بعد أن عُثِر عليه.
وصيته قبل وفاته
لم يتزوج “ميخائيل نعيمة” خلال حياته، ولكنه أحب فتاة روسية أثناء فترة سفره خارج لبنان ولم يتمكن من الزواج بها.ومن وصايا ميخائيل نعيمة الأخيرة أن يترك باب ضريحه مفتوح للأبد لعل الفتاة الروسية التي أحبها تأتي إليه في يوم ما.
توفي الأديب” ميخائيل نعيمة “عام 1988 عن عمر ناهز 100 عام في قرية الشخروب التي عاش فيها معظم حياته , وكان سبب الوفاة إصابته بالالتهاب الرئوي الحاد.
ترك “ميخائيل نعيمه “ارثا أدبيا ضخما لا يزال باقيا حتى الآن.
ومن أجمل مقولاته الخالدة:
– “البشر عبيد عادتهم “..
– “الغرب رمز الطموح ..والشرق رمز القناعة”
– “قبل أن تفكروا بالتخلص من حاكــم مستبد تخلصوا مما يستبد بكم من عادات سيئة وتقاليد سوداء”..
– “ليس من المنطق فى شئ أن تتباهى بالحرية وأنت مكبل بقيود المنطق “..
– “الحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها فى أجواف المدافع ,بل فى قلوب الناس وأفكارهم أيضا “..
– “الحرية ثمرة نادرة تثبت على شجرة نادرة تدعى الفهم “.
– “لولا الحب ما تذوق الانسان سعادة الوجود ولا انتشى بخمرة الحياة ,”ما أكثر الناس وما أندر الانسان”.
– “ما أضيق فكرى ما دام لا يتسع لكل فكر”..
-” قولهم أن الحب أعمى مبالغة , والحقيقة هي أن الحب بعين واحدة” .
– ” عيبنا نحن الشرقيون أننا كرماء للغاية , حتى أننا نعطي قلوبنا لأول عابر سبيل”.
-“ما من مصيبة إلا الجهل ..فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها..وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها “..
– “فما دامت غايتك من مذهبك الوصول إلى الله وغايتي من مذهبي الوصول إلى الله، فما شأنك معي أيّ طريق أسلك إلى الهدف ؟”
– ولو أن البشر عرفوا الله لما قسموه إلى عبراني ومسيحي ومسلم وبـوذي ووثني، ولما أهرق إنسان دم إنسان، ولا أبغض إنسان إنساناً من أجل الله”.
– السلام لايولد في المؤتمرات الدوليه بل في قلوب الناس وأفكارهم”
– “لكل كلمة أذن ,ولعل أذنك ليست لكلماتى ..فلا تتهمنى بالغموض”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي