أخبارحول الخليجعاجل

شراكة فضائية بين إيران والصين تثير قلقًا لدى الاستخبارات الغربية والأمريكية

 

تقرير: علي الجابري

في خطوة تعزز من تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، طلبت إيران مساعدة من الصين لتطوير قدراتها في مجال الأقمار الصناعية، مما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الاستخباراتية الغربية والأمريكية.
ويأتي هذا التحرك في إطار سعي طهران لتعزيز قدراتها على جمع المعلومات الاستخباراتية ورصد الأهداف العسكرية في المنطقة، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التعاون إلى تمكين إيران من توسيع نفوذها العسكري والاستخباراتي في الشرق الأوسط، مما يشكل تحدياً جديداً للمصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

طلب مساعدة من الصين:

كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تحركات جديدة تقوم بها إيران في إطار تعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية، حيث تسعى طهران للحصول على دعم تقني من الصين في مجال الأقمار الصناعية للمراقبة.
ووفقاً لما نقلته الصحف عن مسؤولين أمنيين غربيين، طلبت إيران مساعدة من الصين لتطوير قدراتها على المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، وهو الأمر الذي قد يعزز من قدراتها في رصد أهداف عسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل.

شراكة مع شركات صينية:

تسعى إيران إلى إقامة شراكات استراتيجية مع شركتين صينيتين متخصصتين في صناعة وتشغيل الأقمار الصناعية، حيث يهدف هذا التعاون إلى تحسين قدرات إيران في مجال الاستشعار عن بعد، وتحديداً فيما يتعلق بتعزيز دقة ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
وتشير التقارير إلى أن هذه الشراكات قد تتيح لإيران الوصول إلى معدات بصرية عالية الدقة، مما سيمكنها من الحصول على صور فضائية أكثر تفصيلاً، ما سيسهم في تحسين استهداف المنشآت العسكرية في المنطقة.

مخاوف استخباراتية:

أثارت هذه التحركات قلقاً كبيراً في الأوساط الاستخباراتية الغربية. إذ تخشى هذه الأطراف أن يؤدي الاتفاق بين إيران والصين إلى تمكين طهران من نقل معلومات استخباراتية حساسة إلى حلفائها في المنطقة. ومن بين الحلفاء المستفيدين المحتملين، جماعة الحوثي في اليمن والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، الذين قد يستخدمون هذه المعلومات في تنفيذ هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

توقيت الكشف:

يأتي الكشف عن هذه التحركات في وقت حرج تشهد فيه المنطقة توتراً متزايداً، خاصة بعد اغتيال القياديين إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت، مما يزيد من احتمالية ردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله. هذه التطورات تزيد من المخاوف من تصاعد المواجهات العسكرية في المنطقة، خاصة مع تصاعد التهديدات الإيرانية تجاه إسرائيل.

تهديدات نووية:

في أبريل الماضي، أصدرت إيران تهديدات بمراجعة عقيدتها النووية واستخدام صواريخها المتطورة في حال تلقت ضربة جديدة من إسرائيل. هذا التصريح جاء في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران وتل أبيب تصعيداً غير مسبوق، مما يعزز من احتمالية نشوب صراع مباشر بين الطرفين.

تصريح من الحرس الثوري:

في هذا السياق، صرح قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني عبر وكالة “تسنيم” بأن إيران قد تراجع عقيدتها النووية في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة. هذا التصريح يعكس جدية الموقف الإيراني في حال تصاعد التوترات العسكرية.

أسلحة متطورة لم تستخدم:

رغم التصعيد، أكد قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري أن إيران لم تستخدم حتى الآن بعض الصواريخ المتطورة مثل “خرمشهر”، “سجيل”، و”حاج قاسم” في الهجوم على إسرائيل الذي وقع في 13 أبريل، والذي جاء رداً على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا. هذا التصريح يبرز إمكانيات إيران الكبيرة في مجال الصواريخ والتي لم تُستخدم بعد في النزاعات الحالية.

تعزيز العلاقات بين بكين وطهران:

تأتي هذه التحركات في إطار تعزيز العلاقات بين الصين وإيران، بعد توقيع اتفاقية تعاون سياسي واقتصادي بينهما لمدة 25 عاماً. وتشمل هذه الاتفاقية مجالات عديدة من التعاون، بما في ذلك التكنولوجيا الفضائية والتعاون العسكري. وفي حين أن الصين تحاول تجنب التورط في توترات المنطقة بشكل مباشر، فإن التعاون مع إيران في مجال الأقمار الصناعية قد يوفر غطاءً مدنياً لهذا التعاون.

دور روسيا في البرنامج الفضائي الإيراني:

رغم الشراكات الجديدة مع الصين، تظل روسيا الداعم الأكبر لبرنامج الفضاء الإيراني. فقد أطلقت روسيا قمرين صناعيين إيرانيين منذ عام 2022، بما في ذلك قمر “بارس – 1” للاستشعار عن بعد. وتستمر إيران في تطوير قدراتها الفضائية بفضل الدعم الروسي، الذي يأتي في سياق تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.

النجاحات الإيرانية:

في يناير الماضي، أعلنت إيران عن نجاحها في إطلاق أربعة أقمار صناعية باستخدام صواريخها الخاصة. من بين هذه الأقمار، ثلاثة مخصصة للاتصالات والرابع للاستشعار عن بعد. هذا الإنجاز يعكس تطور قدرات إيران التقنية في مجال الفضاء، مما يزيد من المخاوف الدولية بشأن توظيف هذه القدرات في تعزيز نفوذها العسكري والاستخباراتي في المنطقة.
تثير تحركات إيران الأخيرة بالتعاون مع الصين وروسيا في مجال الأقمار الصناعية تساؤلات جدية حول نواياها في تعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية. ومع تزايد التوترات في المنطقة، يصبح هذا التعاون مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، وخاصة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى