أخبارحول الخليجعاجل

مأزق السلام في اليمن.. تعثر المبعوث الأممي وتصاعد تهديدات الحوثيين

 

تقرير: علي الجابري

تعيش اليمن في ظل حالة من التوتر المستمر الذي يهدد بإعادة إشعال النزاع المسلح، في وقت تتعثر فيه جهود السلام بشكل متزايد.
وعلى الرغم من محاولات المجتمع الدولي لإيجاد تسوية سلمية للصراع المستمر، إلا أن التصعيد الذي تقوده ميليشيا الحوثي يعكس تجاهلاً واضحاً لهذه المساعي.
وفي الوقت نفسه، يواجه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ تحديات كبيرة في مساعيه لتحقيق السلام، مما يثير تساؤلات حول فعالية استراتيجيات التفاوض والتسوية.
ويضاف إلى ذلك، التهديدات الحوثية الجديدة التي تستهدف السعودية والتوترات الإقليمية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
ومن هنا، نسنستعرض في السطور التالية واقع التصعيد الحوثي، ضعف الأطراف المحلية والدولية في عملية السلام، ومواقف الأطراف المختلفة، فضلاً عن التحليل العميق لفرص السلام ومستقبل اليمن في ظل هذه الظروف المتقلبة.

1. واقع التصعيد الحوثي:

تشهد اليمن تصعيداً مستمراً من قبل ميليشيا الحوثي، مما يعكس عدم جدية الجماعة في الالتزام بعملية السلام. هذا التصعيد، الذي يشمل حفر الخنادق، تخزين الأسلحة، واستهداف الملاحة الدولية، يعكس نية الحوثيين في استغلال فترة السلام الهشة لإعادة تنظيم صفوفهم والتحضير لجولة جديدة من النزاع. ويرى الخبراء أن هذه التحركات تؤكد على رغبة الحوثيين في تعزيز مواقعهم العسكرية دون الاكتراث بمساعي التسوية السلمية.

2. ضعف الأطراف المحلية والدولية:

منذ البداية، كانت عملية السلام في اليمن ناقصة وغير مدروسة بشكل جيد. الأطراف المحلية والدولية لم تنجح في وضع صيغة شاملة ومتكاملة للسلام، مما أدى إلى انهيار جهود التسوية. التوازن بين القوى على الأرض مختل، حيث فشلت الأطراف المعنية في التوصل إلى استراتيجية واضحة. وبسبب غياب هذه الصيغة، يبقى النزاع مستمراً وتبدو احتمالات الوصول إلى تسوية سلمية ضئيلة للغاية.

3. مشروع الحوثي وتحليل وجهة النظر:

يعتبر بعض الخبراء أن مشروع الحوثي يمثل مشروع موت، حيث أن السلام يشكل تهديداً لوجود الجماعة. الحوثيون يعتمدون على الحرب كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية والإمامية. على الجانب الآخر، يرى بعض المحللين أن هذه التصريحات قد تكون مدفوعة بالتنافس السياسي ولا تعكس الوضع بشكل كامل. هؤلاء المحللون يشيرون إلى أن الحوثيين يرون في الحرب خياراً دفاعياً ضد ما يعتبرونه عدم جدية من خصومهم الإقليميين في تحقيق السلام.

4. احتمالية عودة الحرب:

مع استمرار التصعيد الحوثي، تبدو اليمن مهددة بالعودة إلى حرب شاملة. الحكومة الشرعية تواجه تحديات كبيرة في مواجهة هذا التصعيد، في حين أن الضغط السعودي عليها لتقديم تنازلات سيادية يزيد من تعقيد المشهد السياسي. هذه الظروف تهدد بإضعاف الشرعية وتعقيد جهود السلام، مما يجعل العودة إلى الحرب احتمالاً واقعياً بشكل متزايد.

5. رهانات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ:

يعاني المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من ضعف واضح في التعامل مع ميليشيا الحوثيين، الذين يواصلون استهداف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. هذا الضعف يثير الشكوك حول قدرة غروندبرغ على تحقيق سلام شامل.

المبعوث الأممي هانس غروندبرغ
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ

يعتمد المبعوث الأممي بشكل كبير على التنازلات التي تقدمها الحكومة الشرعية في كل مرحلة من مراحل التفاوض، مما يثير التساؤلات حول فعالية هذا النهج. ويواصل الحوثيون انتهاكاتهم ضد العاملين في الوكالات الأممية بهدف تقييد تقديم المساعدات الإنسانية، مما يزيد من تعقيد جهود السلام.

6. تدويل القضية اليمنية:

يشير الخبراء إلى ضرورة تدويل القضية اليمنية وفرض عقوبات دولية على الحوثيين، إلى جانب إعادة تفعيل إجراءات البنك المركزي اليمني. هذه الخطوات تُعتبر ضرورية لمواجهة تعنت الحوثيين وقد تكون مفتاحاً لتحسين فرص السلام. ورغم الاعتماد على الضغوط الدولية والإقليمية لإقناع الحكومة الشرعية بالتفاوض مع الحوثيين، إلا أن هذه الضغوط لا تأخذ في الاعتبار بشكل كافٍ حقوق ومصالح اليمنيين، مما يضعف من إمكانية التوصل إلى حل مستدام.

7. تهديدات الحوثي وتصعيد جديد ضد السعودية:

في إطار التصعيد، أطلق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي تهديدات جديدة تستهدف موانئ ومطارات ومنشآت نفطية وبنوك سعودية.

عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي

هذه التهديدات تأتي بعد إعلان السعودية عن جاهزية خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية، مما يثير تساؤلات حول نوايا الحوثيين واستغلالهم للمفاوضات لكسب الوقت وتعزيز قدراتهم العسكرية.

ويرى الخبراء أن هذه التهديدات قد تكون رداً على الضغوط الاقتصادية التي واجهتها الجماعة نتيجة لقرارات البنك المركزي اليمني في عدن.

8. موقف عمان ودور إيران:

تضع التصريحات الحوثية سلطنة عمان في موقف حرج، خاصة بعد رعايتها للتفاهمات الأخيرة بين الحوثيين والسعودية.

هذا الوضع يهدد بتعطيل جهود عمان لتحقيق السلام ويعقد المشهد الإقليمي. على الجانب الآخر، يشير سياسيون يمنيون إلى أن التهديدات الحوثية قد تكون مرتبطة بالتوجهات الإيرانية، مما يثير الشكوك حول دور طهران في هذا التصعيد في ظل تطور العلاقات بينها وبين الرياض.
في ظل التصعيد الحوثي المستمر وتعثر جهود السلام، تبدو اليمن مهددة بالعودة إلى حالة من النزاع المسلح. تصريحات الخبراء وتحليلاتهم تعكس واقعاً معقداً ومشحوناً بالتوترات، حيث تزداد احتمالية اندلاع حرب جديدة. وبينما تظل الجهود الدولية والإقليمية مستمرة، يبقى السلام في اليمن رهيناً لتوازن القوى على الأرض ووضوح الرؤية السياسية لكافة الأطراف المعنية.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى