أخبارحول الخليجعاجل

عنصرية وإساءة متعمدة.. هل يؤثر فيلم “حياة الأغنام” على العلاقات السعودية الهندية؟

 

تقرير: علي الجابري

أثار فيلم “حياة الأغنام” (The Goat Life أو Aadujeevitham)، الذي عُرض لأول مرة عبر منصة نتفليكس في 19 يوليو 2024، وسبق عرضه في دور السينما في 28 مارس من نفس العام، جدلاً واسعاً منذ لحظة عرضه.
واستناداً إلى قصة حقيقية، يتناول الفيلم معاناة شاب هندي، نجيب، الذي يسافر إلى السعودية بحثاً عن فرصة عمل، ليجد نفسه عالقاً في الصحراء تحت ظروف قاسية لرعاية الأغنام.
لكن الفيلم لم يلقَ استحساناً من النقاد والجمهور على حد سواء، إذ اعتبره البعض عملاً سينمائياً فقيراً فنياً ومنحازاً، ويمثل إساءة ثقافية وعنصرية تجاه المملكة العربية السعودية.

ملخص القصة

تدور أحداث الفيلم حول نجيب، شاب هندي يسافر إلى السعودية للبحث عن عمل، ليكتشف لاحقاً أنه وقع ضحية نظام الكفالة.
ويُجبر نجيب على العمل في الصحراء، حيث يعيش حياة صعبة ورهيبة لرعاية الأغنام، ويعاني من ظروف غير إنسانية لثلاث سنوات كاملة.
ويعكس الفيلم مآسي نظام الكفالة الذي كان سائدًا في فترة السبعينات، ويتناول التعديلات القانونية التي طرأت عليه بعد ذلك.

 

نقد الفيلم

من مآخذ النقاد على فيلم “حياة الأغنام” من الناحية الفنية أنه يعتبر عملاً سينمائيًا ضعيفًا، حيث يفتقر إلى الدراما الحقيقية وتعدد المستويات، ويعاني من مبالغة ميلودرامية واضحة.
كما أن القصة تتكرر بشكل ممل، حيث يصف الفيلم باستمرار نفس حالة البؤس الإنساني لمدة تقارب الثلاث ساعات، مع إيقاع مترهل وهبوط في مستوى التوتر الدرامي.
كما يُلاحظ أن الفيلم لا يقدم بناءً جيدًا للشخصيات أو تطورًا حقيقيًا في الحبكة.

التصوير والعرض

واستعمل صناع الفيلم مشاهد متكررة للرمال والكثبان والصحراء لتصوير معاناة نجيب، ولكن هذه المشاهد الطويلة من وجهة نظر النقاد تؤدي إلى شعور بالملل لدى المشاهدين.
وللتغلب على هذا التكرار، انتقل الفيلم إلى مشاهد فلاش باك تُظهر البيئة المتضادة في الهند، حيث الخضرة والمياه العذبة وجمال الطبيعة، إضافةً إلى زوجة نجيب المثيرة، ما يطرح تساؤلات حول سبب مغادرته وطنه إذا كان الواقع في الهند بهذه الصورة المثالية.

التحامل والعنصرية

أحد أبرز الانتقادات الموجهة للفيلم هو العنصرية الظاهرة ضد العرب، حيث يصف الفيلم في بدايته أن “رائحة العرب كانت دائمًا قذرة من أقدم العصور”، وهو ما يعكس تحاملاً واضحاً ضد الثقافة العربية.
ويرى النقاد أن مثل هذا التوجه يعزز صورة نمطية سلبية ويسيء إلى العلاقات بين الثقافات.

البطولة والإخراج

وفيلم “حياة الأغنام” من إخراج بليسي وإنتاج مشترك بين جيمي جان لويس وستيفن آدامز، ويضم مجموعة من الممثلين مثل بريثفيراج سوكوماران، جيمي جان لويس، وكر جوكول، وطالب البلوشي، وأمالا بول.
ومع أن الموسيقى، التي ألفها AR Rahman، تضيف عمقًا وعاطفة إلى القصة، لكنها لا تعوض عن ضعف الجوانب الأخرى للفيلم.

انتقادات من دول مجلس التعاون الخليجي

قوبل الفيلم بانتقادات شديدة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تم حظره في البداية، وهذه الانتقادات تعكس الانزعاج من المحتوى العنصري والفني للفيلم.
وبغض النظر عن القصة الحقيقية التي يستند إليها الفيلم، فإن “حياة الأغنام” يعاني من ضعف واضح في البناء الفني والدرامي.
ويقدم الفيلم وصفًا متكررًا ومبالغًا لحالة البؤس الإنساني، مع تحامل عنصري لا يمكن تجاهله، بينما قد يجذب الفيلم بعض الانتباه من خلال قصة معاناة نجيب، إلا أن تقديمه الفني يظل بعيداً عن المعيار الذي يمكن أن يجعله عملاً سينمائيًا ذا قيمة حقيقية.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى