شخصيات عربيةعاجل

المناضلة “هند الحسيني”.. أيقونة العمل التطوعي وعلم من أعلام التربية في فلسطين

 

كتبت: نجوى إبراهيم

“هند الحسيني” مربية فاضلة وامرأة مناضلة، أيقونة العمل التطوعى والاجتماعى فى فلسطين، تعتبر من أبرز رائدات التربية ومن أنجحهنّ نتاجاً وأثراً، كرست حياتها لخدمة شعبها ووطنها ورعاية الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء والمستضعفين, فكانت نموذجاً فريداً للمربية والمعلمة والأم المخلصة لأمتها ووطنها, ومن أهم إنجازاتها ”دار الطفل العربي” التي قضت معظم حياتها في خدمتها، وعملت جاهدة على توفير كل ما يستلزم صمودها وتطورها من دعم ومال بمساعدة أصدقائها والمانحين من أنحاء العالم كافة.

مولدها وتعليمها

ولدت “هند طاهر الحسينى “فى القدس الشريف عام 1916 ..نشأت يتيمة الأب حيث توفى والدها وهى عمرها سنتان، أخواتها هم: برهان، المهدي، صادق، زين، جمال.
درست في مدرسة البنات الإسلامية الإسلامية بالقرب من المسجد الأقصى ، وأنهت الدراسة الابتدائية عام 1932، والتحقت بالكلية الإنجليزية للبنات، وأنهت دراستها الثانوية عام 1937، ودرست آداب اللغتين العربية والإنجليزية عام 1938 دراسة خاصة.
فور تخرجها عملت كمدرسة في مدرسة البنات الإسلامية لمدة سنة دراسية، ثم توقفت عن التدريس بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية لفترة قصيرة، ثم واصلت عملها مرة أخرى فى ذات المدرسة ا حتى أواخر عام 1945.

هند الحسيني
هند الحسيني

بداية عملها التطوعي

في عام 1945 تركت مهنة التعليم وبدأت مرحلة العمل الاجتماعي التطوعي، شاركت فى عام 1948 فى تأسيس “جمعية التضامن الاجتماعي النسائي” في القدس، التي انتشرت فروعها (22 فرعاً) في جميع أنحاء فلسطين. وكانت من خلال هذه الجمعية تقوم هى ومجموعة من صديقاتها أعضاء الجمعية بدراسة أحوال النساء والأطفال في المدن والقرى الفلسطينية، وأنشأت روضات للأمهات فى عدد من قرى فلسطين لتمكينهم اقتصاديا ودعمهم.

تأسيسها لدار الطفل العربي

بدأت حرب نكبة فلسطين عام 1948 وتقطع أواصر البلاد ..وتوقفت وقتها كافة الجمعيات عن العمل ..وكانت من أكثر المجازر وحشية مذبحة دير ياسين ..فى ذلك الوقت تقريبا فى أبريل عام 1948 كانت “هند الحسينى “فى طريقها لحضور اجتماع للجمعية فى البلدة القديمة ..وأثناء ذهابها رأت مجموعة من الأطفال المشردين في الشارع، أكبرهم في التاسعة من العمرفقدوا ذويهم , كانوا فارين من قرية دير ياسين بعد المذبحة التي ارتكبتها المجموعات الصهيونية فيها. فقررت أن تأخذهم للتو إلى شقتها، ثم نقلتهم إلى منزل عائلتها.

هند الحسيني
هند الحسيني

استطاعت “هند “بمساعدة المناضل “عدنان التميمى”جمع 55 طفلا وطفلة من أيتام مذبحة “دير ياسين”ووضعتهم فى غرفتين فى سوق الحصر بالبلدة القديمة ..ولم يكن معها فى ذلك الوقت كما حكت فى حوارتها الصحفية سوى 138 جنيها فلسطينيا ولكنها قررت أن تحيا بهم مع هؤلاء الأطفال .
ومن أبرز أقوالها عن هذه الواقعة :” لم يكن في جعبتي حينها، سوى 138 جنيهاً فلسطينيًا، فآليت على نفسي أن أعيش بهم والأطفال، أو أن أموت معهم، إذ تصورت وكأن الشعب الفلسطيني سوف يمحى وينقرض لو مات الأطفال.. لا وألف لا..”
كانت هذه الحادثة النواة التى دفعتها لتأسيس جمعية خيرية لخدمة الأطفال الفلسطينيين الأيتام والمحتاجين، وأطلقت عليها اسم “دار الطفل العربي”.
كانت الدار فى بدايتها متواضعة للغاية ..اهتمت برعاية هؤلاء الأطفال وعندما انتظمت
المدارس قامت هند بتوزيع الأطفال الذين جمعتهم على الصفوف المناسبة لسنهم لتلقي العلم، ثم وجدت أن الأنسب لهم فتح صفوف دراسية في حرم المنزل الذي يقيمون فيه,وبالفعل قامت بتهيئة الجراج واصطبل الخيل وتحويله إلى فصول دراسية مؤقتة تحت إشرافها المباشر وفى بداية الستينيات تطورت الدار لتصبح مؤسسة تربوية وطنية مرموقه ففى عام 1961 تمكنت من بناء الطابق الأول من بناية المدرسة، وتم بناء عمارة تضم الحضانة ورياض الأطفال، والمرحلة الإعدادية والثانوية، وقسم السكرتارية، ومكافحة الأمية، والخياطة والتدبير المنزلي.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى