شخصيات عربيةعاجل

هند الحسيني.. رائدة الحركة النسائية في فلسطين.. قصة عطاء خالدة في رعاية الأطفال

 

كتبت: نجوى إبراهيم

المناضلة الفلسطينية “هند الحسينى” واحدة من نساء فلسطين اللائى حملن على عاتقهن عبء العمل الاجتماعى التطوعى ..وهبت عمرها لخدمة أبناء شعبها ورعاية الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء ..كانت لهم بمثابة الأم الحنونة والمعلمة والمربية الفاضلة.
لم تكتف “هند الحسينى ” بتأسيس جمعية التضامن الاجتماعي النسائي” في القدس، التي انتشرت فروعها (22 فرعاً) في جميع أنحاء فلسطين بل قامت بتأسيس دار الطفل العربى التى استضافت الأطفال الايتام الذين استشهد أهاليهم فى عام 1948 فى مذبحة دير ياسين ,اهتمت هند برعايتهم وتعليمهم.
كانت “هند تدور بمركبة خاصة بدار الطفل العربى على القرى لكى تجمع الأيتام وتأتى بهم إلى الدار ..وكانت فى بعض الأحيان تستضيفهم مع أمهاتهم ..وبمرور السنوات تحولت الدار إلى مؤسسة تربوية مرموقة وأصبحت تشكل حياً تعليمياً كاملاً يضم الحضانة، وبساتين الأطفال، والمرحلتين الإعدادية والثانوية،وقسم الكمبيوتر والسكرتارية ومكافحة الأمية والتدبير المنزلى.
وفى عام 1960 أسست “هند الحسينى”فى المؤسسة ذاتها متحفا للتراث الشعب الفلسطينى ضم وقتها قطعا أثرية ثمينة وأدوات حرفية تقليدية وأزياء شعبية متطرزة من مناطق مختلفة فى فلسطين ..وكانت حريصة على إثراء مقتنيات هذا المتحف ..
ولكى تقوم بدورها التربوى على أكمل وجه ومن أجل تطوير قدرتها التربوية والاجتماعية التحقت هند الحسيني بجامعة هامبرغ في ألمانيا، لمدة ثلاثة أعوام متتالية، ولمدة أربعة أشهر في كل سنة خلال الفترة من 1963حتى 1965 .
وخلال العدوان الاسرائيلى فى يونيو عام 1967 حولت “هند “دار الطفل العربى إلى مستوصف لعلاج الجرحى ..وبالرغم من ذلك إلا أن القوات الاسرائيلية قامت بقصفه وتدمير نصفه بالكامل ..وتم اعادة بناءه مرة أخرى بمساعدة من الصليب الأحمر النرويجى.

هند الحسيني
هند الحسيني

وفي عام 1970 تم بناء عمارة الأطفال من التبرعات..ذاع صيتها فى المجتمع الدولى بعد تجربتها فى رعاية الأطفال وتعليمهم ,وأصبحت “هند الحسينى”عضوا مشاركا فى العديد من المؤتمرات يتم دعوتها بصفة شخصية فشاركت في عدد من مؤتمرات خبراء التدريب المهني، ودور المرأة في النهوض بالمجتمع، والدراسات الاجتماعية، في لبنان ودمشق وعمان.
واصلت “هند الحسنى نضالها من أجل تربية أطفال فلسطين اليتامى ..حرصها على المعرفة والاطلاع دفعها لتأسيس مكتبة في مركز ” إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون ” عام 1982 بمعاونة “إسحاق موسى الحسنى ، ضمّت آلاف كتب التراث العربي الإسلامي ..حيث تم شراء بيت الأديب الفلسطيني إسعاف النشاشيبي المتوفي ليصبح “مركز إسعاف وتمّ إعداده مركزاً للأبحاث الإسلامية ومعهداً عالياً.
وفى عام 1983 أسست “هند “كلية هند الحسينى للآداب للبنات “، بمساعدة “منظمة المؤتمر الإسلامي” فى حى الشيخ جراح بالقدس ..وكانت هذه الكلية الوحيدة في فلسطين التي تستقبل طالبات فقط , ولهذا فقد تميزت بتخريج العديد من القيادات النسوية اللواتي عملن ويعملن في المجالات التربوية والتنموية في مدينة القدس تحديداً وفي فلسطين والخارج.
وانضمت هذه الكلية إلى جامعة القدس فى أبوديس عام 1995 وصارت تمنح درجة بكالوريوس في الآداب، وبدأت هذه الكلية بثلاث دوائر رئيسية هي: دائرة الخدمة الاجتماعية، ودائرة اللغة العربية وآدابها، ودائرة اللغة الإنكليزية وآدابها. ثم تأسست فيها دائرتان جديدتان هما: دائرة التاريخ، ودائرة التربية الابتدائية ورياض الأطفال.
عضويتهافى الهيئات الاجتماعية والتعليمية
شاركت “هند الحسينى فى عضوية العديد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية، منها :
• مسئوليتها عن دار الطفل العربي.
• هى أحد مؤسسى جمعية المقاصد الخيرية فى القدس.
• رئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبنات.
• عضو مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي.
• عضو فى جمعية اليتيم العربي.
• وعضو فى جمعية الفتاة اللاجئة.
• عضو مجلس أمناء جامعة القدس.

الأوسمة

دورها التربوى ونشاطها الاجتماعى الرائد كان سببا فى حصولها على العديد من الأوسمة، منها:
• وسام من البابا بولس السادس خلال زيارته القدس سنة 1964..
• وسام “أديلاي دستوري” التقديري الإيطالي للسيدات الرائدات في العالم.
• وسام الكوكب الأردني للتربية والتعليم.
• وسام الدرجة الأولى من الحكومة الألمانية.
وفاتها
رحلت الأم الحنونة والمربية الفاضلة ” هند الحسيني”عن عالمنا عام 1994 في القدس ودفنت فيها.
وتخليدا لذكراها فى عام 2010 اختارت المخرجة الفلسطينية “ساهرة درباس” أن تروي في فيلمها الوثائقي “كان في جعبتي 138 جنيهاً” قصة عطاء المربية الفاضلة ” هند الحسيني “من دون حدود في رعاية الأطفال الأيتام. كما تناول جزءاً من سيرة حياتها الفيلم السياسي “ميرال” الذي أخرجه في العام نفسه المخرج الأميركي جوليان شنابل.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى