أخبارحول الخليجعاجل

10 تحديات تواجه طريق التنمية في العراق

 

تقرير: علي الجابري

في الوقت الذي يُروَّج فيه لمشروع طريق التنمية باعتباره حلاً سحرياً لمشكلات العراق الاقتصادية وبوابةً لربطه بالعالم الخارجي، فإن هذا المشروع الضخم، الذي يُقدَّم كرافدٍ للتنمية والازدهار، يظل محاطاً بالكثير من الغموض والشكوك.
ومع دور تركيا البارز في هذا المشروع، فضلاً عن التحديات الحكومية المتكررة في العراق والفساد المستشري، يثار التساؤل حول ما إذا كان بإمكان هذا المشروع تحقيق الأهداف المنشودة، أم أنه مجرد واجهة تخفي أهدافاً أخرى، مما قد يعمق التبعية الاقتصادية للعراق بدلاً من تحقيق التنمية المستدامة.

تحديات المشروع

وعلى الرغم من أن هذا المشروع ، والذي يقدر بـ17 مليار دولار، إلى ربط الخليج العربي بأوروبا عبر شبكة طرق وسكك حديد حديثة، مما يحول العراق إلى مركز لوجستي حيوي في المنطقة، يحمل في طياته آمالاً كبيرة بتحقيق تنمية اقتصادية واسعة النطاق في المنطقة، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية، منها:

التحديات الداخلية:

• غياب الرؤية الشاملة: فشلت الحكومة في وضع رؤية واضحة المعالم للمشروع، وتحديد أهدافه الزمنية والمالية. كما غابت الدراسات الجدوى الشاملة التي تحلل جدوى المشروع وتحدد آثاره الاقتصادية والاجتماعية.
• الفساد المستشري: يعتبر الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع. فالأموال المخصصة للمشروع تذهب إلى جيوب الفاسدين، بدلاً من أن تُستثمر في البنية التحتية.
• سوء الإدارة: تعاني الحكومة العراقية من ضعف في الإدارة وتراكم البيروقراطية، مما يؤدي إلى بطء في اتخاذ القرارات وتأخير تنفيذ المشاريع.
• الاستقطاب السياسي: أدى الاستقطاب السياسي الحاد في العراق إلى عرقلة تنفيذ المشروع، حيث تتنافس الأحزاب السياسية على النفوذ والمصالح الضيقة، مما يضع مصالح الوطن في مرتبة ثانوية.
• عدم الاستقرار الأمني: يستغل تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة حالة عدم الاستقرار الأمني لعرقلة المشروع وتخويف المستثمرين.
• التدخلات الخارجية: تتأثر قرارات الحكومة العراقية بالتدخلات الخارجية، مما يضعف سيادتها ويقلل من قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة بشأن المشروع.

التحديات الخارجية:

• التنافس الدولي: يشهد العالم تنافساً شديداً بين الدول الكبرى على النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي، مما يجعل من الصعب تحقيق توافق حول مشروع طريق التنمية، فالمشروع قد يتعرض للتدخل من قبل قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.
• المشاريع المنافسة: توجد مشاريع مماثلة لطريق التنمية في المنطقة، مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مما يخلق منافسة شرسة على الاستثمارات والتجارة.
• النزاعات الإقليمية: تعاني المنطقة من العديد من النزاعات الإقليمية، مثل النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، والنزاع بين العراق وإيران، مما قد يؤثر سلباً على تنفيذ المشروع.
• الخلافات الحدودية: الخلافات الحدودية بين العراق والكويت حول مياه الخليج قد تعرقل سير المشروع، خاصة وأن ميناء الفاو العراقي يعتبر منافساً لميناء مبارك الكبير الكويتي.

الدور التركي

تسعى تركيا جاهدة لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية، ومشروع طريق التنمية هو جزء من هذه الاستراتيجية، حيث تسعى أنقرة إلى:
• يوفر المشروع لتركيا فرصة للربط بين آسيا وأوروبا، وتحويلها إلى مركز لوجستي حيوي.
• من خلال تنويع شركائها التجاريين، تسعى تركيا إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
• يشكل المشروع تحدياً لمبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث تسعى تركيا إلى تقديم بديل جذاب للدول في المنطقة.

التحديات الاقتصادية

تواجه تركيا تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك:
• عانت تركيا من ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الليرة، مما أضعف قدرتها على تمويل المشروع.
• احتاجت تركيا إلى جذب استثمارات أجنبية ضخمة لتمويل المشروع، ولكن الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة الماضية قللت من جاذبية الاستثمار.
• أثرت التوترات السياسية الداخلية والخارجية سلباً على جاذبية المشروع للمستثمرين.

ختامُا، تظل التحديات التي تواجه مشروع طريق التنمية معقدة، تتجاوز حدود العراق لتشمل التنافس الإقليمي والدولي والصراعات السياسية التي تعصف بالمنطقة. فهل يمكن لمشروع يهدف إلى تحقيق التنمية والتعاون الإقليمي أن يزدهر في بيئة مليئة بالصراعات والتحديات والفساد؟

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى