شخصيات عربيةعاجل

الدكتورة سانحة زكي.. رائدة الطب في العراق.. أول طالبة عراقية مسلمة

 

كتبت: نجوى إبراهيم

الدكتورة “سانحة أمين زكى” الرائدة في الطب ..أول طالبة طب عراقية مسلمة ..حيث كان في الكلية عند التحاقها طالبتين عراقيتين يهودية ومسيحية,وتعتبر سانحة أمين زكى واحدة من بناة حضارة العراق.. التحقت بكلية الطب تحقيقا لرغبة أبيها ..لتصبح هذه اللحظة علامة فارقة فى تاريخ نستء العراق المسلمات ..حيث إنها تحدت الأصول والاعراف التى كانت تقيد الفتيات المسلمات فى ذلك الزمن فكانت مكان الفتاة هو المنزل وستر زوجها ..كانت أول فتاة سوداء تتحدى التفرقة العنصرية وتدخل الجامعة أسوة بالبيض وأول فتاة مسلمة وسط الشباب الذكور.
لم تكتفِ سانحة بالطب وعِلم الأدوية، إنما كانت قضيتها الأهم هو الحصول على حقوق النساء و انتشال بنات جنسها من جهل العصور الظلامية ..فشاركت فى الجمعيات التى تنادى بحقوق المرأة والمبادرات التنويرية .. ورغم التزامها الاجتماعى إلا إنها لم تنضم إلى الاحزاب السياسية و وفضلت العمل فى إطار الجمعيات النسائية ..لبست العبايه وهي في عمر الثالثه عشر ولكنها تحررت من الحجاب, حتى تثبت للمتزمتين آنذاك أن الحجاب ليس الضامن والحامى الوحيد للمرأة.
خلال مسيرتها عاصرت الكثير من الحوادث التي مرت بها البلاد والعالم وألتقت مع الكثير من الشخصيات المحليه والدوليه وزارت العديد من البلدان ولكن بقي حبها وحنينها إلى وطنها العراق.

المولد والنشأة

ولدت في سنة 1920 في مدينة بغداد وأسمها الكامل سانحة بلقيس، نشأت في عائله ضمت الاصول العربيه ,الكرديه والتركمانيه ولكنها بقيت عراقيه في الصميم حيث تزوج جدها علي محمد أغا وهو من قبيلة دزئي الكرديه والذي كان ضابطا في الجيش العثماني ويسكن منطقة الفضل العريقه, من أبنة الحاج حبيب العزي ذو الاصول العربيه والمسماة بسمي عالم وذلك في سنة 1884 حيث أنجبت له أربع أولاد وبنت واحده وكان والدها محمد أمين الاخ الاكبر بينهم, ولكن العائله فقدت كلتا أبويهم بوباء الكوليرا أنذاك وأصبح والدها المعيل الرئيسي للعائله.
تخرج والدها بعد أن أكمل دراسته العسكريه في بغداد وأسطنبول برتبة ضابط في الجيش العثماني, وتزوج لاول مره من أبنة خالته في 1907 ولكنها سرعان ما توفيت في وباء التيفوئيد في مدينة كركوك, ولذلك تزوج مره ثانيه من فوزيه خان (والدة الدكتوره سانحه أمين زكي) ذو الاصول التركمانيه وكان عمرها أنذاك سبعة عشره عاما.
وبعد تأسيس الحكومه العراقيه أصبح والدها ضابط في الجيش العراقي ثم موظف في وزارة المعارف وأخيرا نائبا عن لواء بغدادوبعدها أحيل على التقاعد في سنة 1935.
كان تأسيس الحكومة العراقية له عميق الأثر على تقدم الحياة في العراق، حيث أدخلت مفاهيم جديدة تسعى لنهوض المجتمع وتطويره، حينما فتح المجال لبناء المجتمع الجديد ..وبدأت الحركة النسائية وظهرت نماذج من النساء اللاتي تولين العمل في مهن كانت محظورة عليهن، وكان دخولهن مجال العمل في ذلك الوقت بمثابة انتصار وتحقق لهن.,وظهرت في ذلك الوقت مطالبات بإعطاء المرأة حقوقها السياسية، كما ظهرت المنظمات النسائية الخيرية مثل “جمعية حماية الأطفال” و”جمعية البيت العربي” و”الهلال الأحمر” و”جمعية بيوت الأم”.
ساعد هذا التحول سانحة زكى كثيرا وأتاح لها الفرصة في التعلم والطموح بتحقيق الحرية الشخصية والمساواة بين الرجل والمرأه…فكانت أول فتاة مسلمة تلتحق بكلية الطب..فى حين كانت الدكتورة “آناستيان”أول طبيبة عراقية عينتها وزارة الصحة،و كانت أرمينية الأصل، وهي أول فتاة عراقية تلتحق بكلية الطب في بغداد حيث تخرجت منها عام 1939…اختها هى الدكتورة” لمعان أمين زكي”وأبنتها الدكتورة” شيرين أحسان رفعت”.

تعليمها

دخلت المدرسة الابتدائية في سنة 1924 وهي في الرابعة من عمرها في مدينة الموصل.
وبعد سنتين في عمر السادسة انتقلت مع عائلتها الى بغداد وسكنت منطقة الفضل حيث التحقت بالمدرسة البارودية، وبالرغم من صغر سنها لكنها كانت تجيد القراءة الخلدونية وأرقام الحساب ولذلك انتقلت من الصف التمهيدي إلى الصف الأول الابتدائي في المدرسة.
وفي حوالي السن العاشرة من عمرها انتقلت إلى المدرسة المركزيه للبنات. وفي بداية المرحلة الإعدادية وبالرغم من رغبتها بالانضمام إلى الفرع العلمي ولكنها أجبرت بالالتحاق إلى الفرع الأدبي بقرار من إدارة المدرسة نظرا لقلة عدد الطالبات آنذاك, درست اللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى