إبداعات عربيةعاجل

ثلاثة روايات جديدة للأديب المصري محمد المخزنجي

 

وقّع الأديب المصري والكاتب الكبير الدكتور محمد المخزنجى مع المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، والأستاذة أميرة أبو المجد، العضو المنتدب بالدار، عقود ثلاثة أعمال تصدر قريبًا عن «دار الشروق».
عناوين الكتب الثلاثة تحمل عنوان: «الموت يضحك» (قصص لها قصة)، و«المجد للفخار والعواجيز» (تجربة فى المقال القصصى)، و«رائحة الشمس» (خمسون أقصوصة).
وفى أجواء من الود دار حديث شيق وممتع بين الأديب المخزنجى والمهندس إبراهيم المعلم وبقية الحضور ومنهم الدكتور عاطف معتمد، حيث استهل المخزنجى حديثه بسرد لمحطات بارزة فى مسيرته الأدبية، مستعيدًا ذكريات وأحداثا شكلت منعطفات حاسمة فى مشواره الإبداعى، وقد تداخل الحضور بتعليقاتهم وأسئلتهم، مما أضفى على الجلسة نكهة خاصة وجعلها فرصة ثمينة لتبادل الأفكار.

وتطرق المخزنجى خلال حديثه إلى أعماله المرتقب صدورها مع دار الشروق، مستعرضًا إياها بشكل تفصيلى، محاولًا إيضاح الدوافع التى وقفت وراء كتابتها والتحديات التى واجهها، فغيبت الكتاب الأول منذ 36 سنة، وابتلعت الكتاب الثانى منذ سنوات، وأجلت نشر مائة أقصوصة فى كتاب منها الخمسون فى الكتاب الثالث (بينما ستنضم الخمسون الباقية إلى مشروع «حكايات العنبر الجوانى» المُستلهَمة من عمله فى المصحات النفسية التى عمل بها فى مصر وخارجها. وقد استمع الحضور باهتمام بالغ إلى هذا العرض النقدى الذاتى، والذى كشف عن عمق تفكير المخزنجى وإحاطته بفن الكتابة.


وواصل المخزنجى حديثه قائلا: حينما يصل الإنسان إلى مرحلة عمرية معينة عند الكبر، تصبح أغلى الأمانى أن تتحقق أمام عينيه أحلام الطفولة والصبا، وهو ما أشعر به حاليا، حيث السعادة بتحقق ما كنت أنظر إليه كحلم بعيد المنال وأنا طفل محب للكتب، ومن ذلك حلم طفل له 9 سنوات يقف أمام واجهة إحدى مكتبات بيع الكتب الشهيرة فى المنصورة، اسمها «مكتبة السروى» ويتأمل بافتتان ما وراء زجاج فاترينة عرض الكتب، العديد من إصدارات دار الشروق التى كانت تومض أغلفتها البديعة بعناوين لافتة وأسماء كتاب كبار، ولم أكن أملك المال الكافى كطفل لشراء أى من هذه الكتب لأكبر معها.
وحينما أصبحت كاتبا معروفا ولى كتب عديدة منشورة كانت من إحدى المفاجآت المبهجة للغاية هو تواصل المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة الشروق معى، ودعوتى للنشر فى دار الشروق، حينها شعرت بسعادة شديدة ممزوجة بخوف بالغ، وكان مبعث تلك المشاعر هو أننى لا أصدق أن الدار التى كانت تنشر كتب ومؤلفات حلم طفولتى وأنظر إليها برهبة، يمكننى الآن أن أكون أحد كتابها، لذلك شعرت أن ذلك «هدية ومسئولية» فى آن واحد، وما زلت أشعر بذلك حتى الآن.
أضاف المخزنجى: أثناء انتقالى من منزلى فى الدقى إلى منزلى فى الرحاب، اكتشفت أن عديدا من الأعمال التى بدأت كتابتها لم تكتمل، والكثير مما كتبته لم يُنشر فى كتب برغم اكتماله، وإن نُشر بعضه فى الصحافة. كما أن هناك كتابا مفقودا هو «الموت يضحك» ووراء ظهوره واختفائه قصة جديرة بأن تُحكى، فجعلت حكايتها بمثابة مقدمة. وكتاب آخر اختفى بينما له امتدادات لم تُنشر وآن أوان استعادته واكتماله أسميته «المجد للفخار والعواجيز» وهو تجربة فى المقال القصصى أعتز بها، لأننى أعتبر المقال فنا عظيما يضارع عظمة الأدب لمن يقدره حق قدره، من حيث الأسلوب والعرض واللغة والتوثيق المعلوماتى ولمسة السرد أو الحكى القصصى الذى هو سر سحر أى مقال جيد، لذا اقترحت على دار الشروق أن يكون هناك سلسلة متعلقة بفن المقال الذى يتضمن متعة القراءة والتسرية والمعرفة، إضافة للتبصُّر الآنى والمستقبلى.
وفى حديثه توقف المخزنجى عند أحد المواقف اللافتة، حينما صدر له كتاب «الموت يضحك» بينما كان فى كييف بأوكرانيا، عن إحدى دور النشر المصرية بطريقة محبطة فيما يخص التصميم الركيك للغلاف وامتلاء صفحاته بأخطاء كثيرة غير مقبولة، كانت كلها نتاج جمع سيئ وعدم تصحيح ومراجعة، فشعر بأنه تلقى ضربة قاضية لمستقبلة ككاتب، وقرر أن يوجه كل طاقته لمستقبله كطبيب نفسى. ولكن أثناء تصفحه لأحد أعداد مجلة المصور التى وصلت إليه فى مغتربه، وجد الكاتب والناقد الكبير «رجاء النقاش» ينتصر للكتاب بشكل غير عادى، مشيدا بقصص الكتاب ومقدرات الكاتب ووعوده للمستقبل، بإنصاف ورؤية من ناقد ومثقف كبير هو رجاء النقاش الذى لم يلتق به أو يتواصل معه.
وهو ما وافقه وأيده بشدة إبراهيم المعلم، حيث استطرد المخزنجى: النقاش ناقد حقق المعادلة الصعبة، فهو شديد الرقى المعرفى من زاوية أكاديمية، وفى الوقت ذاته يتسم بالذوق الرفيع فى تقييم الأدب والفن، ويتوج هذا كله ببراعة وجمال وسلاسة توصيل الرسالة للقارئ العام.

وأضاف المخزنجى: كان الأستاذ رجاء النقاش، بما كتبه حينها، سببا فى «نقلة كبيرة بحياتى» تكاد تكون إنقاذا، لهذا طلبت ووافقت مشكورة الأستاذة أميرة أبو المجد التى كانت أول من عرضت عليها تصورى، أن يتضمن الكتاب عوضا عن المقدمة حكاية «قصة هذه القصص» متبوعة بمقال الأستاذ رجاء النقاش عن الكتاب، ثم تتوالى نصوصى القصصية». وعلق المهندس إبراهيم المعلم قائلا: إن رجاء النقاش كان عادلا لأقصى درجة، وكان ناقدا يزن بميزان من الحب وليس الكراهية.
وفى ختام الجلسة أعرب الحضور عن شكرهم وتقديرهم العميق للأديب محمد المخزنجى على هذا اللقاء المميز، مؤكدين على أهمية مثل هذه اللقاءات فى إثراء الحراك الثقافى والفكرى.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى