خسائر بالجملة للاقتصاد الإسرائيلي وأغلقت المحلات أبوابها في حيفا
تقرير: رانيا محمد
في البلدة القديمة بالقدس، أغلقت جميع محلات بيع التحف التذكارية تقريبا أبوابها. وفي سوق السلع المستعملة في حيفا، يلمع التجار اليائسون بضائعهم في الشوارع الخالية. وتلغي شركات الطيران رحلاتها، والأعمال التجارية تفشل، والفنادق الفاخرة نصف خالية.
بعد ما يقارب من 11 شهرا من الحرب مع حركة حماس، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي مع استمرار الحملة العسكرية في غزة، دون إظهار أي علامات على أنه يوشك على الانتهاء ومع تهديد بالتصعيد إلى صراع أوسع نطاقا.
حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهدئة المخاوف بالقول إن الضرر الاقتصادي مؤقت فقط. لكن الحرب الأكثر دموية وتدميرا على الإطلاق بين إسرائيل وحماس ألحقت الضرر بآلاف الشركات الصغيرة وأضعفت الثقة الدولية في اقتصاد كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه دينامو ريادة الأعمال. ويقول بعض كبار خبراء الاقتصاد إن وقف إطلاق النار هو أفضل وسيلة لوقف الضرر.
لقد أدى الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، والذي قتل فيه مسلحون من غزة 1200 شخص في جنوب إسرائيل واختطفوا 251 رهينة – مما أدى إلى اندلاع الحرب – والهجمات اليومية بالصواريخ والمسيّرات التي يشنها عناصر حزب الله في لبنان إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم على طول الحدود الشمالية والجنوبية وتسبب في أضرار واسعة النطاق.
لقد تعافى الاقتصاد الإسرائيلي من الصدمات السابقة، بما في ذلك الحروب الأقصر مع حماس. لكن هذا الصراع الأطول خلق ضغوطا أكبر، بما في ذلك تكلفة إعادة البناء، وتعويض أسر الضحايا وجنود الاحتياط، والإنفاق العسكري الضخم.
إن الطبيعة المطولة للقتال والتهديد بمزيد من التصعيد مع إيران ووكيلها اللبناني حزب الله، لهما تأثير قاس بشكل خاص على السياحة. ورغم أن السياحة ليست محركا رئيسيا للاقتصاد، إلا أن الضرر أضر بآلاف العمال والشركات الصغيرة.
قال المرشد السياحي الإسرائيلي دانيئل يعكوف، الذي تعيش أسرته على المدخرات: “الأمر الأصعب هو أننا لا نعرف متى ستنتهي الحرب. نحتاج إلى أن تنتهي الحرب قبل نهاية هذا العام. إذا كان الأمر يتعلق بنصف عام آخر، فأنا لا أعرف إلى متى سنتمكن من الصمود”.
في أحد الأيام في الأسابيع الأخير، كان النشاط في ميناء حيفا المزدحم سابقا، والذي كان مركزا رئيسيا للاستيراد والتصدير الإسرائيلي حيث كانت تتوقف سفن الحاويات الضخمة غالبا، متوقفا.
وقال مسؤول في ميناء تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه يناقش يشارك معلومات داخلية أنه مع تعريض جماعة الحوثي في اليمن السفن المارة عبر قناة السويس المصرية للخطر – الهجمات التي يقول الحوثيون إنها تأتي دعما لغزة – توقفت العديد من السفن التي تبحر في رحلات لمسافات طويلة عن استخدام الموانئ الإسرائيلية كمراكز.
وقال إن الموانئ الإسرائيلية شهدت انخفاضا بنسبة 16٪ في الشحن في النصف الأول من العام مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الجهود المتجددة التي تقودها الولايات المتحدة للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار تتعثر، وهددت إيران وحزب الله بالانتقام من اغتيال قيادييّن بارزيّن، مما أثار خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا. دفعت هذه المخاوف شركات الطيران الكبرى، بما في ذلك “دلتا” و”يونايتد” و”لوفتهانزا”، إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.
وفي إشارة أخرى مقلقة، قالت وزارة المالية هذا الشهر إن عجز الدولة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ارتفع إلى أكثر من 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 6.6٪ لتي توقعتها الوزارة لعام 2024. وفي عام 2023، بلغ عجز ميزانية إسرائيل نحو 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وقد أدى خفض التصنيف والعجز إلى زيادة الضغوط على الحكومة لإنهاء الحرب وخفض العجز – وهو الأمر الذي يتطلب اتخاذ قرارات لا تحظى بشعبية مثل زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق.
ولكن نتنياهو يحتاج إلى الحفاظ على ائتلافه، وجناحه المتشدد، الذي يشمل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يريد أن تستمر الحرب حتى يتم القضاء على حماس.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي