شخصيات عربيةعاجل

الطبيبة العراقية سانحة أمين زكي.. مسيرة عطاء متميزة

 

كتبت: نجوى إبراهيم

الدكتورة “سانحة أمين زكي رائدة الطب فى العراق، فكانت أول طالبة مسلمة تدخل كلية الطب، عاشت سانحة بلقيس -وفقا لاسمها المركب – سبعة وتسعين عاما استطاعت خلال سنوات عمرها أن تقدم الكثير والكثير لصحة أبدان العراقيين.

فهى “سانحة امين زكي” أستاذة مادة الفارماكولوجي وعلم الأدوية فى كلية طب بغداد، حصلت على شهادة الماجستير من جامعة لندن عام 1965 وهى شقيقة الدكتور “لمعان أمين زكي” أستاذ طب الاطفال بجامعة لندن 1949 وبكالوريوس جامعة بغداد 1945.
لم تكن “سانحة زكى”طبيبة وأستاذة بكلية الطب بغداد فحسب، بل كانت علم من أعلام العراق، درست علم الأدوية وتعلم الكثير والكثير من الطلاب وتخرجوا وأصبح لهم شأنا كبيرا بفضلها.

مذكرات طبيبة عراقية

كانت بعلمها وحضورها هى وزميلاتها فى ذلك العصر دليلا قاطعا على أن المرأة العراقية كاملة العقل، لم تفلح الشيخوخة فى إبعادها عن ساحة العمل بل كتبت مذكراتها بعنوان “مذكرات طبيبة عراقية” فهي بسنوات عمرها التى قاربت على 100 عام كانت شاهدة على عصر مثمر.
شرعت فى كتابة هذا الكتاب بعد أن تجاوزت السبعين، حيث لم يكن لها أى تعامل مع جهاز الكمبيوتر من قبل وعندما جلست الدكتورة سانحة أمين زكي أمامه لأول مرة لكي تكتب مذكراتها. وقد أنهت المهمة، وهي على عتبة التسعين. وصدرت المذكرات في 800 صفحة، ثم ترجمت إلى الإنجليزية. كتب في مقدمة كتابها أن صديقًا من عمر أبنائها أهداها كتيبًا حول استخدام الحاسوب. فضحكت وسألته: “هل سأتعلم مع طلاب رياض الأطفال؟”
سردت فى كتابها الكثير من الاحداث المحليه والعالميه, وأخبار الشخصيات أنذاك أضافة الى تفاصيل عن عائلتها الطبية..
أهدت “سانحة زكى ” كتابها إلى أحفادها الخمسة الذين هاجروا مع آبائهم ودرسوا في الخارج. وقالت إنهم يسألونها”عن العراق في القرن العشرين.

الدكتورة سانحة زكي
الدكتورة سانحة زكي

العراق في القرن العشرين

فى بداية كتابها نجد الدكتورة سانجة تصف لنا بغداد القديمة في العشرينات والتي كانت ما تزال تقبع تحت تأثير المجتمع التقليدي ونظرته للمرأة والحفاظ على التقاليد الموروثة ..إلى أن بدأت رياح التغيير تهب عليه وبدأ التغيير يحدث شيئا فشيئا ..وازدات شدة هذه الرياح في أواخر عشرينات القرن الماضي حيث بدأت بوادر سفور المرأة في الظهور في شوارع بغداد وظهور دور السينما وازدياد عدد السيارات.
وتصف الدكتورة سانحة إقامتها مع والديها في الموصل لمدة عامين ومن ثم عودتهم إلى بغداد في سن الرابعة من عمرها، ثم تسرد سيرتها الدراسية ودخولها الفرع الأدبي في الإعدادية المركزية للبنات ، حيث كانت كثيرة المطالعة للقصص والكتب الأدبية وحفظت شعرا كثيرا للشعراء الأقدمين وبعض المحدثين.
وتذكر سانحة كيف التقت بطاغور شاعر الهند الشهير عندما زار بغداد وألقت بين يديه قصيدة نالت إعجابه.

دخولها كلية الطب

وصفت الدكتورة “سانحة” دخولها الكلية الطبية وتخرجها منها سنة 1943 وتصف في الأثناء بعض الأمور الطريفة منها أن رجلا من أهالي الكاظمية اسمه سيد حسن كان يشتغل في قسم الأشعة، وكان يلبس اللباس التقليدي للسادة بالصاية والطربوش الأحمر الملفوف بقطعة قماش خضراء للدلالة على أنه من ذرية آل البيت ، وكان هذا السيد كفوءا جدا حيث كان مصورا شعاعيا ولكنه كان يشخص الأمراض بالنظر إلى الرقوق الشعاعية ، وكان يحفظ المصطلحات الطبية اللاتينية ويعلمها طلاب الطبية رغم أنه لم يتخرج من أي مؤسسة صحية ، وكان الطبيب المختص الإنكليزي يثق به ويطلب معاونته.

سانحة زكي ورياضة التنس

كانت “سانحة زكي” طالبة محبة للرياضة وأقنعت عميد كليتها بتخصيص مساحة من الكلية لإنشاء ملعب للتنس، وكانت هي وطالبة أخرى من أوائل الطالبات اللاتي لعبن هذه الرياضة المرغوبة في الثلاثينات من القرن الماضي.

زواجها بعد تخرجها

تحدثت الدكتورة “سانحة زكي” عن زوجها بعد تخرجها بقليل، حيث تزوجت من قريبها إحسان رفعت الذي كان عائدا من كاليفورنيا بعد أن أنهى دراسته في حقل النفط.

الدكتورة سانحة زكي وزوجها
الدكتورة سانحة زكي وزوجها

سافرت بعد زواجها بقليل إلى انكلترا لمدة عامين لدراسة العقاقير وتصف لندن وصفا جميلا وكذلك سفراتها إلى شمال انكلترا وسكوتلندا وطبيعتها الساحرة كل ذلك باسلوب جذاب دون أن يصاب القارئ بالملل.

 

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى