جبران تويني.. كاتب صحفي وسياسي مخضرم.. مؤيد لحرية التعبير.. رافض للسياسات السورية في لبنان
كتبت: نجوى إبراهيم
جبران غسان تويني، كاتب وصحفى لبنانى استغل رئاسته لصحيفة النهار اللبنانية ليعبر ع غضبه لسياسة “بشار الأسد “ابن الرئيس السورى فى ذلك الوقت وولى عهده ..حظى باهتمام دولى عندما كتب على الصفحة الأولى لجريدته فى مارس عام 2000 خطابا لبشار الأسد يدعوه إلى سحب القوات السورية من لبنان وذلك بعد اتفاق الطائف عام 1990 الذى أنهى الحرب الأهلية فى لبنان .. وقال فى هذا الخطاب “لابد أن تدرك أن الكثير من اللبنانيين غير مرتاحين للسياسات السورية في لبنان ولوجود القوات السورية في البلاد…يعتبر كثير من اللبنانيين مسلك سوريا في لبنان مناقضا تماما لمبادئ السيادة والكرامة والاستقلال.
كان خطابه بمثابة اختراق لاحدى المحرمات الصحفية والقضايا المسكوت عنها ..وقد نشر هذا الخطاب عندما عقدت قمة بين الرئيس الأمريكى آنذاك “بيل كلينتون”والرئيس السورى “حافظ الأسد ” ..واثار هذا الخطاب حالة من الجدل حيث اعترض عليه عدد من الصحف والمسئولين اللبنانيين فيما اتفق معه كتاب أخرون.
كان “جبران توينى “عضوا نشيطاً في جمعية الصحف العالمية World Association of Newspaper (WAN) ومستشاراً لها في شؤون الشرق الأوسط في عام 1990. وكان عضواً صندوق فى الحملة التمويلية التي أنشأتها الجمعية في 1944 لتطوير واقع حرية الصحافة.
لقاء قرنة شهوان
وفى أبريل عام 2001 شارك فى تأسيس “لقاء قرنة شهوان” وهو تكتل وإطار عمل سياسي شكله عدة سياسيين لبنانيين مسيحيين ..وكان يرعاه المطران يوسف بشارة ممثلاً البطريرك الماروني وقتها، مار نصر الله بطرس صفير ..وسمى التكتل على اسم قرية شهوان التي انعقد فيها أول اجتماع للمجموعة، عارض اللقاء التمديد للرئيس “إميل لحود”.
ثورة الأرز
وفى شهر مارس عام 2005 ساهم فى مظاهرات ثورة الأرز أو انتفاضة الاستقلال وهى عبارة عن سلسلة من المظاهرات فى لبنان خاصة فى العاصمة بيرزت جاءت ردا على اغتيال رئيس الوزراء السابق “رفيق الحريرى”..خلالها ألقى “جبران “خطابه الشهير: “بسم الله، نحن مسلمون ومسيحيون، نتعهد بأن نبقى متحدين حتى يوم الدين للدفاع عن لبناننا بشكل أفضل”.
وفي أعقاب تلك الثورة تجاوز “جبران تويني” خط كتابة المقالات السياسية إلى الدخول في المعترك السياسي نفسه، حيث دخل البرلمان .. ففى مايو عام 2005 انتخب نائبا فى مجلس النواب اللبنانى عن المقعد المسيحى الارثوذكسى الشرقى ففى الدائرة الأولى فى بيروت تابعا لثائمة مناهضة لسوريا ..وهى القائمة التى تزعمها ابن الراحل “رفيق الحريرى”..
ورغم أنه توقف عن كتابة المقالات التي تحمل توقيعه والمناهضة لسوريا في النهار، إلا أن الجريدة واصلت معارضتها القوية لسوريا.
وفي يونيو 2005 اغتيل “سمير قصير” أحد أبرز كتاب المقالات في جريدته بقنبلة في سيارته، وكان قبلها قد نجا خاله الوزير مروان حمادة من محاولة لاغتياله عام 2004..
كانت مواقفه جريئة لا يخفى العداء لحكومة “حافظ الأسد”ناصر حرية التعبير بشدة ..كان يرى “بشار الأسد عند مجيئه زعيم من الجيل الجديد وكان يأمل أن تتغير سوريا سياستها تجاه اللبنانين على يديه ..وبعد تحالف “بشار الأسد مع الرئيس اللبنانى “أمين لحود “آنذاك والامين العام لحزب الله “حسن نصرالله ” بدلاً من دعم «القوى الديمقراطية» اللبنانية، أصيب بخيبة أمل مع مرور الوقت وأصبح من أشد المنتقديين للحكومة السورية وسياساتها فى لبنان.
ناضل “جبران توينى”من أجل تحقيق دولى في مقابر جماعية اكتُشفت مؤخرًا فى “عنجر “بجوار مقر المخابرات السورية الرئيسى ..وأظهر تحليل الطب الشرعى أنها كانت جزءًا من مقبرة تعود إلى القرن الثامن عشر. كان تويني قد اتهم في افتتاحيته الأخيرة سوريا بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» وألقى باللوم عليها في المقابر الجماعية وغيرها من الفظائع التي ارتكبت في لبنان أثناء وجودها.
اعتبر كثير من اللبنانيين مسلك سوريا في لبنان مناقضا تماما لمبادئ السيادة والكرامة والاستقلال..وكان “جبران توينى”يجهر بعدائه لسياسات سوريا ..فكان شبح الاغتيال يطاره بشكل كبير هو وعدد من الشخصيات البارزة المعارضة لسوريا فى لبنان ولذلك لجأ إلى فرنسا في أغسطس 2004.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي