الجيش السوداني يرفض تقرير لجنة تقصي الحقائق ويتهم البعثة بتجاوز صلحياتها
تقرير:ألفت مدكور
رفضت قوات الجيش السوداني توصيات بعثة تقصي الحقائق بالخرطوم جملة وتفصيلًا”، واعتبرتها تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها” علي خلفية دعوة البعثة نشر قوة “محايدة” لحماية المدنيين في “أقرب وقت” للحد من جرائم الحرب الدائرة بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، حيث أسفرت الحرب المتواصلة منذ عام ونصف بالبلاد عن عشرات آلاف القتلى. وتفيد التقديرات بأنها قد تصل إلى “150 ألفا قتل.
لجنة تقصي الحقائق في السودان
اتهمت قوات الجيش البعثة بأنها “هيئة سياسية لا قانونية” لا يعتد ما يعضد ادعاءاتها بعد أن دعت إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين في ظل الحرب المتواصلة في البلاد منذ قرابة 17 شهرا”و رفضت توصياتها
إصدارت البعثة التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تقريرها الأممي عن تقصي الحقائق بالسودان مطلع الأسبوع الجاري وردت علية وزارة الخارجية السودانية بالرفض مجملًا حيث قامت البعثة بنشر تقريرها والتعليق عليه قبل عرضه علي، مجلس” حقوق الإنسان، ما يعكس “افتقاده للمهنية والاستقلالية.
وشددت وزارة الخارجية أن “حماية المدنيين أولوية قصوى لحكومة السودان”، ملقية بالمسؤولية في استهداف المدنيين والموئسات المدنية علي عناصر الدعم السريع.
أكدت الوزارة أن “دور” مجلس حقوق الإنسان الأممي هو “دعم المسار الوطني إعمالًا لمبدأ التكاملية وليس السعي لفرض آلية خارجية بديلة مستنكرة مطالبتها بفرض حظر السلاح عن الجيش الوطني وإسناد مهمة حماية المدنيين لقوة دولية لا يعرف متى ستشكل.
ودعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الجرائم التي يرتكبها الطرفان المتحاربان ضد المدنيين. و انتهي التقرير إلى أن طرفي النزاع بالسودان ارتكبا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصفها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
نتائج الحرب في السودان
تسببت الحرب في نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع القتال، الذي تسبب في دمار واسع في البنية التحتية، وخروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة، ووفاة أكثر من 150 ألف سوداني حسب تقديرات الأمم المتحدة.
ووفقًا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس فإن 14,7 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى الإغاثة العاجلة، مطالبًا بتمويل يبلغ 2,7 مليار دولار أمريكي لم يتم توفير سوى أقل من نصفه لحمايتهم من خطر الموت.
يأتي ذلك وسط استمرار النزاع المسلح للعام الثاني على التوالي في الخرطوم، أعلنت مصادر طبية الأحد الماضي سقوط العشرات بين قتيل وجريح في هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية إن 21 شخصا قتلوا وأصيب 67 بجروح جراء هذا الهجوم ، وبحسب شبكة أطباء السودان فأن “أكثر من 70 شخصا أصيبوا” نسبت الشبكة القصف المدفعي إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.