القائد والفدائي جورج حبش.. الحكيم الذي حمل جروح وطنه فلسطين واتخذ النضال طريقا لتحريره
كتبت: نجوى إبراهيم
القائد والفدائي “جورج حبش” حكيم الثورة الفلسطينية، حمل فى روحه جروح وطنه فلسطين، كان رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً، قدم كل شيء في سبيل فلسطين التي عمل دائماً من أجلها.
قاد “حبش” مقاومة لا تتوقف ضد أعداء الأمة العربية، وجنَدت إسرائيل وحلفاؤها في الغرب والشرق كل الطاقات لتصفيته، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.
عرف حبش بتمسكه بالكفاح المسلح ورفض الاتفاقيات وتأييده المبكر للثورة الايرانية على الشاه، كان من أشد معارضى ما عرف باتفاق” أوسلو”، ظل أمينا عاما للجبهة الشعبية حتى عام 2000.
وترك منصبه القيادى طوعا وخلفه “أبو على مصطفى”..الذى تم اغتياله عام 2001 وردت الجبهة باغتيال الوزير الاسرائيلى “رحبعام زئيق”.
كان “جورج حبش”نموذجا للقائد المستنير الذى لا يكل من القراءة ..ولا يكف عن طرح التساؤلات حول سبل تحرير وطنه وكانت الاجابة الوحيدة لديه هى أن طريق فلسطين المقيدة بمتاريس الاعداء لا يمكن أن تفتح إلا بجيل قادر على رأب صدع تلك الفجوة الحضارية الكبيرة بيننا وبين العدو.
التجانس بين الحركة القومية والنظام الناصري
بعد أحداث ثورة 23 يوليو 1952 حيث قام الضباط الأحرار فى مصر وعلى رأسهم الزعيم “جمال عبد الناصر” بالاطاحة بالنظام الملكى وقيام الحكم الجمهوري.
أيد عبد الناصر حركات الاستقلال فى الوطن العربى وتصدى للدول الاستعمارية الغربية ولإسرائيل وتبنى الفكر الوحدوي.
وكذلك حدث تجانس وانسجام بين حركة القوميين العرب والنظام الناصرى ..وكان هناك علاقات وطيدة بين عبد الناصر وقيادات الحركة ..وهو الأمر الذى أعطى زخما للحركة وساعدها فى الانتشار في كل من الأردن وسوريا وصولاً إلى دول الخليج وليبيا والمغرب واليمن حتى قيام الوحدة بين مصر وسوريا في سنة 1958.
اضطر “حبش “أن يغادر الأردن في أعقاب “العدوان الثلاثي” (البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي) على مصر في سنة 1956حيث قام النظام الملكى الاردنى بملاحقة قيادات الحركة واعتقل منهم الكثير فاضطر حبش للاختفاء والعمل سراً إلى حين انتقاله إلى دمشق بعد قيام الوحدة.
..وكان النقاش محتدم حول مبرر استمرار الحركة خاصة بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا والتفاف الجماهير وقتها حول الزعيم جمال عبد الناصر ..وكانت هناك أصوات تنادى بحل حركة القوميين العرب والانضمام إلى الاتحاد الاشتراكى ..فى حين تمسك المناضل “جورج حبش” بضرورة وأهمية وجود تنظيم شعبي يجسد القيادة الشعبية لحركة الجماهير إلى جوار دولة عبد الناصر التي تمثل قيادتها الرسمية.
كانت وجهة نظر” حبش “وقتئذ أن الحركة مهمتها تنظيم وتعبئة هذه الجماهير للنضال من أجل تحقيق الشعارات التي رفعها عبد الناصر.
تحالف وقتها “حبش “وزملائه بدولة الوحدة وربطتهم علاقة وثيقة بالضابط السورى “عبد الحميد السراج”الذى وفر للحركة معسكرات للتدريب ..ولكن مع تصاعد الانتقادات ضد ممارسات الدولة تجاه الاحزاب والحركات السياسية الاخرى فضل حبش عدم انتقاد دولة الوحدة فى العلن ..وصب اهتمامه على النضال ضد اسرائيل فى فلسطين والاحتلال البريطانى فى جنوب اليمن.
وفى عام 1961 شارك “حبش “فى تنظيم الاحتجاجات ضد الانفصال والغاء الاجراءات الاشتراكية ..وتم اعتقاله لمدة شهرين فى سجن المزة بسوريا ..واعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1962 بتهمة قيادة تنظيم يطالب بالعودة إلى الجمهورية العربية المتحدة.
الحكم بالإعدام على حبش
كان الدكتور حبش ممن صدر بحقهم حكم بالاعدام بتهمة المشاركة مع الناصريين بالاتجاة بالمحاولة الانقلابية التى قادها العقيد “جاسم علوان” ضابط بالجيش السورى فى سنة 1963 ذلك الانقلاب الذى استهدف اعادة الوحدة بين مصر وسوريا ..اتهم حبش ورفاقه بالتخطيط لهذا الانقلاب إلا انه أنكر ..ولكن ظهر اسمه على قائمة من خمسين متهما محكومين بالإعدام، ولوحق واختفى لمدة تسعة شهور، ثم غادر سوريا إلى لبنان.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي