القائد جورج حبش.. حكيم الثورة.. أيقونة النضال الوطني الفلسطيني
“كان على الانظمة العربية بعد هزيمة 67 مباشرة أن تخجل من نفسها كان عليها أن تفعل كل ما بوسعها لتسهيل نضال المنظمات الفلسطينية لا لشئ إلا لابعاد هزيمتها عن الذاكرة “..
هذه هى كلمات الحكيم “جورج حبش” التى ما تزال حاضرة حتى يومنا هذا ..نال المناضل “جورج حبش”لقب حكيم الثورة “ضد الاختلال الاسرائيلى ..كان حلمه الذى ظل يرواده حتى وفاته بعيدا عن أرضه هو الوحدة العربية ..الذى كان بدأ بتحقيقه من خلال تأسيس حركة القوميين العرب ..ترك الحكيم إرث نضالى ومسيرة كفاح مضنية..لاتزال قيمه ومبادئه واصراره على المقاومة حتى النفس الاخير من أجل وطنه علامة مضيئة فى تاريخ النضال الفلسطيني.
علاقته بالزعيم “جمال عبد الناصر”
في بداية عام 1964 توجه “الحكيم “إلى القاهرة والتقى بالزعيم “جمال عبد الناصر” لأول مرة وطُرح عليه مسألة دعم الكفاح المسلح في جنوب اليمن وفلسطين..وبالفعل نال تأييد “عبد الناصر حيث وافق على تدريب عسكري لمقاتلين فلسطينيين وكذلك منح دراسية للفلسطينيين في مصر.
وفى نفس العام تكرر اللقاء بينهما ,وتمكّن حبش من الحصول على الدعم المصري السياسي والعسكري للجبهة القومية في جنوب اليمن,ولكن سرعان ما حدث توتر فى علاقة “جورج حبش” بجمال عبد الناصر وبالجبهة القومية وذلك بعد محاولات من الاستخبارات المصرية بدمج الجبهة القومية بجبهة التحرير بقيادة السياسى اليمنى “عبدالله الأصنج “التى كانت تدعمها ولكن حسم هذا الصراع فى جنوب اليمن بانتصار الجبهة القومية بقيادة الذى أصبح أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية فى الفترة من 1967حتى 1969 ..وحدثت أزمة أخرى عام 1966 بعد انتظام مصريين في فرع القوميين العرب الطلابي في مصر وهو أمر كانت تحظره أجهزة عبد الناصر.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
سعى جورج حبش إلى مراجعة أيديولوجية للحركة التي يقودها، وكان الاتجاه نحو تبني الفكر الماركسي اللينيني، وبعد حرب 1967 انتقل الحكيم وزملائه من قيادات حركة القوميين العرب ومنهم وديع حداد ومصطفى الزبيرى وأحمد اليمانى ..وآخرون للعمل العسكرى المسلح انطلاقا من رؤية تقضى بضرورة اعتماد الفلسطنيين على قواهم الذاتية من أجل تحرير فلسطين بعد هزيمة النظام العربى فى حرب 1967 ..وأعلن “حبش” فى 11 ديسمبر عام 1967 عن تأسيس تنظيم جديد باسم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”…وشغل فيها منصب الأمين العام
ونشطت في العمل العسكري على حدود فلسطين وفي الأرض المحتلة.
حلَّت الجبهة محل “حركة القوميين العرب”..وفي عام 1968 اعتقل فى سوريا بعد أن وجّهت له تهمة تأسيس خلايا مسلّحة.. وزجّت به في سجن الشيخ حسن لمدّة 10 شهور في زنزانة انفرادية , ويقول د”جورج حبش” عن هذا :كانت الزنزانة ضيقةلا يمكننى أن أجد فيها وضعا مريحا للجلوس ولا حتى للوقوف..استطاع الهروب من سجون حزب البعث السورى بعمل أمنى رتبه رفيق كفاحه “وديع حداد” فى نوفمبر من نفس العام ..
انتقل حبش في 1969 سرا إلى الأردن للالتحاق بالمقاومة التي أخذت تتمركز في قواعد فدائية بعد هزيمة الانظمة العربية فى 1967، وشهدت السنوات التالية تصاعد العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الداخل.
كما تبنّت “الجبهة الشعبية” عمليات اختطاف الطائرات الإسرائيلية والتابعة للدول الغربية -دون المساس بالركّاب- أسلوبا للفت أنظار العالم لما حدث في نكبتي 1948 و1967 وما بينهما، ولوضع معاناة الشعب الفلسطيني على جدول أعمال العواصم الغربية المؤيدة لإسرائيل والمحافل الدولية.
وعلى جانب أخر كان اعتقال “حبش” سببا فى غيابه عن مرحلة حرجة من تطور العمل الفدائى فى الأردن الذى شهد معركة الكرامة وصعود حركة فتح التى تنالت دعم الرئيس المصرى “جمال عبد الناصر “..وفى وقت سجنه تعرضت الجبهة لعدة أزمات داخلية وتصاعدت الازمة داخل صفوف المؤسسين القادمين من حركة القوميين العرب حيث لنشق السياسى “نايف حواتمه”ليؤسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ,وأحمد جبريل الذى انفصل لاحقا ليؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة.
طالبت جبهة “نايف حواتمه” بتبنى الماركسية اللينينية والقطع مع البرجوازيات العربية وهاجمت “عبد الناصر “فى صحيفة الحرية ..أما تيار حبش الذى عاد إلى الاردن فور هروبه من السجن فى بداية 1969 مال إلى التروى فى هذا الطرح وهو الأمر الذى دفع خصومه باتهامه باليمينية وانفصل نايف ورفاقه وأسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ..
وبخروج مجموعة حواتمه تعرضت حركة القوميين العرب إلى ضربة قاضية، إذ تعرضت قيادتها التاريخية للنقد ووصفت باليمين، ومالت فروع الحركة في اليمن وعمان إلى تيار اليسار.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي