كيف تؤثر تداعيات الوضع الأمني في مالي على موريتانيا؟
تقرير: ألفت مدكور
تتزايد حدة التوترات علي الحدود المالية الموريتانية بعد هجوم نفذته جماعة نصرة الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة، في أغسطس،في العاصمة باماكو أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ودخلت جماعة “نصرة الإسلام طرفا أساسيا في التوترات المستمرة في منطقة الساحل، حيث تمثل تهديدًا على أمن موريتانيا، التي تربطها حدود مشتركة تتجاوز 2000 كيلومتر مع جارتها الشرقية مالي التي يشهد شمالها توترا أمنيا منذ عدة سنوات.
زادت حدة الصراع المسلح خلال الشهور الأخيرة بين قوات الجيش المالي ومقاتلي أزواد المطالبين بالانفصال بالتزامن مع هجمات ينفذها تنظيم القاعدة من وقت لآخر ضد القوات الجيش، ما يتطلب من نواكشوط بزل مزيد من الجهود الأمنية للتكيف مع هذه التطورات مستقبلا.
كما تواجه موريتانيا خطرًا حركات الطوارق المتمردة على الدولة المالية، والتي تنتشر بقوة في شمال مالي قرب الحدود الموريتاني،تلك الخطر الذي د فع بالكثير من الهاربين إلى الفرار إلى الأراضي الموريتانية ويشكلون ضغطَا على المجتمع المضيف كما يشكل بعضهم تهديدًا أيضا على أمن موريتانيا حيث تستغل هذه الجماعات هذا الوضع ويتسلل بعض أعضائها بين اللاجئين.
كما يشكل انسحاب القوات الفرنسية و الأممية والأوروبية من مالي العديد من التحديات منها ملئ تلك الفراغ الامني الذي تركته تلك القوات ما يزال قائما إلى اليوم، ما يتطلب تكاتف دول هذه المنطقة في التعاون الامني بعيدًا عن دول الاستعمار القديمة، لدحر هذه التهديدات.
وقد طرح التعاون فاجنر الروسية ومالي، إشكالية جيوسياسية بشأن التعاون العسكري في منطقة الساحل، حيث ترفض موريتاني التخلي عن حلفائها الأمريكان، ما زاد الوضع سوءا في الآونة الأخيرة حتى بعد أن حاول النظام المالي سد هذا الفراغ بالقوات الروسية، تحاول نواكشوط من جانبها الاستعداد لمواجهة تداعيات ذلك من خلال تعاونها مع عدد من الأطراف الدولية كالاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي.
وتحاول موريتانيا صنع العديد من المقاربات الأمنية مع تلك الدول من وقت لآخر، وأعلنت السلطات عن حصول على منظومة أسلحة متطورة جديدة قابلة للاستخدام، من بينها طائرات بدون طيار “المسيرات” .
تعد موريتانيا من أكبر الدول العربية مساحة، وتسمح هذه المسيرات بالتحرك في مجالها الجوي بشكل اسع نسبيا مما يسمح بتغطية التراب الوطني كله.
وقد إشراف رئيس الجمهورية بنفسه على استعراض هذا العتاد العسكري، كما يعلن لن الجيش من وقت لآخر عن تنظيم مناورات عسكرية قرب الحدود المالية ، بهدف إرسال رسالة ردع لتحذير اي عدو محتمل، كما تهدف تلك المناورات إلي هدف استخباراتي حيث تمكن الجيش من الحصول على معلومات حول طبيعة التهديد ومعلومات طبوغرافية حول المنطقة التي تجرى فيها، كما تبعث برسالة طمأنة وثقة للمواطنين الموريتانيين.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي