أصبح أيقونة وبطلا قوميا.. ماذا قالت الصحف الأجنبية عن يحيى السنوار؟
تناولت الصحف الأجنبية والعالمية خبر قتل إسرائيل لـ يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في غزة، ففي حين قالت بعض الصحف إن “إسرائيل استطاعت القضاء على الرجل الأخطر والمطلوب الأول لها”، ذكرت صحف أخرى أن “طريقة قتل السنوار جعلت منه بطلا قوميا وأيقونة في الصمود بعد رحيله وهو يقاتل حتى النهاية”.
الجارديان: مقتل السنوار جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا
ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن “طريقة قتل السنوار، جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا، حيث انتشرت عبارات نعيه والحزن عليه بشكل متفجر عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ لحظة تأكيد وفاة زعيم حركة حماس”.
وأكدت الصحيفة أن “السنوار قُتِل مرتديًا زيًا قتاليًا وسترة قتالية بعد معركة شرسة قام خلالها بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على الجنود الإسرائيليين، حتى أنه ضرب طائرة بدون طيار تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعصا خشبية، ألقاها بذراعه الوحيد السليم، في لفتة أخيرة من التحدي، جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا حارب حتى النهاية”.
وقالت الصحيفة إن “السنوار ترك خلفه جثة مقاتل مزقته الحرب، يقارنها البعض بصورة تشي جيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في ثورة كوبا، لكنه مات في النهاية على أيدي الجيش البوليفي، في عام 1967، وأصبح رمزًا لقضيته”.
وذكرت أن “خلفاء السنوار في قيادة حركة حماس، احتفلوا بحقيقة وفاته في القتال، على حد تعبير نائبه، خليل الحية: مواجهًا لا متراجع، منخرطًا في الخطوط الأمامية ومتنقلًا بين مواقع القتال”.
وتم تداول مقتطفات من قصيدة بارزة للشاعر الفلسطيني الأكثر شهرة محمود درويش على الإنترنت جنبًا إلى جنب مع الادعاء بأنها “تنبأت بنهاية السنوار”، تقول مادحة: “حاصر حصارك.. لا مفر. سقطت ذراعك فالتقطها. واضرب عدوك.. لا مفر. وسقطت قربك، فالتقطني. واضرب عدوك بي.. فأنت الآن حر، حر، وحر”.
ورجحت الصحيفة البريطانية أن “مقتل السنوار محاربا ومقاتلا سيضمن له بالتأكيد المكانة الأولى لدى الفلسطينيين، كونه أصبح أيقونة وبطلا قوميا”، مستنكرة أن “ذلك يعد ضربة أخرى لإسرائيل”.
وذكرت أن “يحيى السنوار ترك خلفه رواية سيرة ذاتية كتبها في عام 2004 بعنوان (الشوك والقرنفل) في سجن إسرائيلي، ونشرت بعدما تم تهريبها على مراحل”.
وفي الرواية يظهر أن السنوار “أبو إبراهيم” هو فلسطيني متعصب ومدافع وملتزم بالقضية الفلسطينية ويتوقع من الفلسطينيين أن يكونوا “مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل كرامتهم ومعتقداتهم”، حيث يتساءل: “لماذا التفاوض مع إسرائيل عندما تستطيع حماس فرض قواعد أخرى للعبة؟”.
وقالت الصحيفة إن “الأسطورة المحيطة بالسنوار الآن بعد موته مقاتلا في ساحة القتال مدافعا عن قضيته، والتي زرعها بجد واجتهاد وهو لا يزال على قيد الحياة، يبدو أنها ستظل حية من خلال آلاف الملصقات والجداريات في الشوارع”.
بي بي سي: السنوار أصبح شهيدا لدى الفلسطينيين
وقالت شبكة “بي بي سي” البريطانية، إن “السنوار أصبح شهيدا لدى الفلسطينيين، حيث قال الفلسطيني يوسف جمال، إن السنوار لم يختبئ بين النازحين، أو يلجأ إلى سجناء العدو، أو يتراجع إلى الأنفاق، وإنما ظل مقاتلا حتى النهاية”.
وذكرت الشبكة أنه “في حين قالت إسرائيل إن يحيى السنوار، البالغ من العمر 61 عاما، قضى معظم وقته مختبئا في الأنفاق مع فريق صغير من الحراس الشخصيين ودرعا بشريا من الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل، لكن التقارير تشير إلى أنه قُتل في مواجهة مع دورية إسرائيلية في جنوب غزة، حيث قاتل حتى الرمق الأخير، ولم يتم العثور على أي رهائن معه”.
هآرتس: أعاد أسطورة عمر المختار
قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن “خبر مقتل زعيم حماس يحيى السنوار في غزة على يد إسرائيل، أثار الحزن في جميع أنحاء العالم العربي، حيث تم الإشادة به لأنه كان مقاتلا في ساحة القتال حتى الرمق الأخير”.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن “مقتل السنوار أثار مقارنات مع أبطال المقاومة العرب، مثل المقاتل الليبي المناهض للاستعمار عمر المختار، الذي قال مقولته الشهيرة: حياتي ستكون أطول من حياة شانقي”.
فعلى موقع إكس، تصدر هاشتاج يحيى السنوار باللغة العربية محرك البحث، حيث شارك العديد من المستخدمين مقطع فيديو لزعيم حركة “حماس” من مؤتمر في عام 2021، أعلن خلاله أن “أكبر هدية يمكن أن يقدمها لي العدو والاحتلال هي اغتيالي، وأفضل الموت بطائرة F-16 أو بغارة جوية”.
وذكرت الصحيفة العبرية أنه “على وسائل التواصل الاجتماعي، يقاوم العديد من الفلسطينيين والعرب والمسلمين وحلفاؤهم العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام التي تصف وفاة السنوار بالاغتيال”.
وقالت الصحيفة: “إنهم يحثون وسائل الإعلام العربية الرائدة على الإشارة إلى وفاة السنوار على أنها (استشهاد)، مشيرين إلى أنه على الرغم من الافتراض السائد بأن زعيم المقاومة الفلسطينية كان مختبئًا في أنفاق غزة تحت الأرض طوال عام الحرب، فقد استشهد مقاتلا في تبادل لإطلاق النار فوق الأرض إلى جانب عضوين آخرين من المقاومة، دون وجود رهائن إسرائيليين حوله ليكونوا دروعًا بشرية”.
وذكرت الصحيفة أنه “بمجرد مقتله، تم مقارنة السنوار بشخصيات من التاريخ العربي، وخاصة عمر المختار، المعروف باسم (أسد الصحراء)، القائد الثوري الليبي، الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي، والذي قال: أما أنا، فإن حياتي ستكون أطول من شانقي. وقد سُمي أكثر شوارع غزة التجارية ازدحامًا باسمه”.
واستشهد البعض باقتباس من حديث المختار: “لن نستسلم. إما أن ننتصر أو نموت. سيكون عليك أن تقاتل الجيل القادم والأجيال التي بعدي”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي