نتنياهو ليس مستعدًا للاستماع إلى الحديث عن نهاية الحرب
تحت عنوان “نتنياهو ليس مستعداً للاستماع إلى الحديث عن نهاية الحرب” قال الكانب رفيف دروكر في مقال في صحيفة “هآرتس” العبرية أنه حتى بعد اغتيال يحيي السنوار نتنياهو لا يسمع الحديث عن وقف إطلاق النار رغم كل ما تحققه المقاومة فب لينان وفي غزة من قتل للجنود >
وإلي نص المقال :
لقد كان في الإمكان التوصل إلى صفقة مخطوفين في شباط/فبراير الماضي، لكن نتنياهو أحبطها. دعونا نطرح سيناريو افتراضياً، أن نتنياهو وافق على الصفقة. في المرحلة الأولى، كان في الإمكان تحرير عشرات المخطوفين الأحياء، وكنا وفرنا موت العديد من الجنود، وربما تمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، وعاد الاقتصاد يتنفس من جديد، وربما تحققت صفقة التطبيع مع السعودية التي كان من الممكن أن تشكل محوراً معتدلاً ضد محور “الشر” الإيراني. وكان يمكن لهذا التعاون أن يساعد في إيجاد بديل من سلطة “حماس” في غزة، مثل محمد دحلان…
مثل هذا البديل يشكل تهديداً حقيقياً لسلطة “حماس” في غزة، ويسمح بالخروج من القطاع، أو على الأقل، من الجزء الأكبر منه. في مثل هذه الحالة، هل يحيى السنوار وحسن نصر الله ومحمد الضيف كانوا سيبقون في قيد الحياة ويعلنون انتصارهم؟ لا، ليس بالضرورة. في الأساس، لقد أراد نتنياهو القيام فقط بالمرحلة الأولى من الصفقة، وبعد فترة 42 يوماً، كان في مقدوره اغتيال الأشخاص الثلاثة. من هنا، فإن نتنياهو لم يحرر عشرات المخطوفين، ليس لأنه أراد اغتيال السنوار، بل بسبب مخاوفه السياسية.
الأهم من ذلك، يخلط نتنياهو وأبواقه، قصداً، بين الغاية والوسيلة. كان اغتيال كبار “الإرهابيين” مهماً، ومن المؤكد أنه يساعد على تعزيز الردع الإسرائيلي، لكن الهدف كان الوصول إلى واقع أمني أفضل، وليس وضع علامةX على رؤوس “الإرهابيين”. لقد اغتالت إسرائيل أبو جهاد وأبو نضال وأحمد الجعبري، وبهاء أبو العطا، وإسماعيل أبو شنب، وعبد العزيز الرنتيسي، وأحمد ياسين ومئات “الإرهابيين”. وفي موازاة هذه الاغتيالات، عزّز حزب الله و”حماس” قوتيهما أكثر من أيّ وقت آخر. ليس بسبب الاغتيالات، بل على الرغم منها.
احتلت الولايات المتحدة العراق في عملية خاطفة، واحتفلت بإلقاء القبض على صدام حسين في المكان الذي كان يختبىء فيه. لكن هل يوجد اليوم أحد في الولايات المتحدة غير نادم على الطريقة التي جرت فيها الأمور في العراق؟ أيضاً احتلت الولايات المتحدة أفغانستان، وغرقت هناك طوال 20 عاماً دموية. واحتفل الرئيس أوباما والشعب الأميركي باغتيال أسامة بن لادن. اليوم، طالبان يحكم أفغانستان، بعد فرار الولايات المتحدة بالطائرات التي لم تتسع للعدد الكبير للذين حاولوا الفرار من هناك.
لقد أوصل نتنياهو الحرب إلى حائط مسدود. استمرار الوجود في لبنان وفي غزة سيؤدي إلى مزيد من الضحايا، ولن يحمل الهدوء إلى الشمال. بدأ حزب الله بالتعافي، والضغوط الدولية تتصاعد، والأسوأ هو أننا غير قادرين على الخروج من لبنان، ومن غزة. لم يحاول نتنياهو، قصداً، إيجاد أيّ بديل من سيطرة حزب الله في لبنان، ومن سلطة “حماس” في غزة.
الحرب هي وسيلة لكي يعطي قاعدته السياسية إحساساً إضافياً بضرورة استمرار حُكمه، وربما يستطيع تحقيق حلمه القديم: إشراك الولايات المتحدة في الحرب، وإجبارها في هذا الوقت الحساس سياسياً على أن تهبّ لنجدة إسرائيل، وليس فقط الدفاع عنها، والمشاركة في الهجوم على إيران. وهذا رهان ثقيل وخطِر. لقد ضخّم نتنياهو في الأمس محاولة اغتياله ونسبها إلى إيران، كي يبرر الرد الإسرائيلي القريب.
الخلاصة هي أنه من الممكن تصوُّر كثير من السيناريوهات بشأن استمرار الحرب، وجزء منها سيؤدي إلى تآكل القدرات العسكرية لأعدائنا. هناك سيناريو واحد من الصعب أن نشهده: نهاية الحرب. نتنياهو غير مستعد لسماع ذلك. لذلك، لا تتحرك صفقة المخطوفين. وتقول مصادر مطّلعة على المفاوضات إن وضع الاتصالات تغيّر بعد اغتيال السنوار. لكن الأمر الوحيد الذي جرى هو أن نتنياهو عزز حجته الضارة بشأن ضرورة الاستمرار في الحرب. وبعد أن قتلنا السنوار، علينا الآن أن نقتل شقيقه.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي