“إن الغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بدأوا في الفترة الأخيرة يستخدمون خبرات مؤسسة إنتاج الأفلام الهوليودية الأمريكية لإخراج أفلام قصيرة لتضليل وتشويه سمعة روسيا أمام المجتمع الدولي، لذلك أنصح بالاهتمام والاعتماد على المصادر الروسية الرسمية فيما يخص كل المواقف والاجتهادات والدور الروسي الذي تقوم به في المشاركة وحل الأزمات المختلفة في العالم. روسيا لا يمكن أن تتراجع أو تساوم من خلال أي اتصالات على قضايا تم اتخاذ قرارات بخصوصها من قبل مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة. ولا يمكن أن تقبل بأي مشاريع تهدف للمساومة أو التنازل عن موقفها هذا مقابل أن يكون موقف آخر بديل من الطرف الآخر”.
توجهت وكالة أنباء “ماتريوشكا نيوز” إلى المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية السيد رامي الشاعر، بعدة أسئلة حول التسريبات والشائعات التي انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصاعدت في ضوء ما أشيع حول زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي “رون ديرمر” المقرب من نتنياهو إلى روسيا مباشرة بعد لقائه المعلن مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وقد تندرج هذه التسريبات ضمن ممارسات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الموجهة ضد روسيا. وفيما يلي نص الأسئلة والإجابات عليها:
سعادة المستشار رامي الشاعر، تعلمون أن أنظار العالم أجمع تنتظر بفارغ الصبر وقف الحرب المحتدمة في منطقتنا وخصوصاً في فلسطين ولبنان وتتمنى عدم توسيعها بما يهدد الأمن والسلم العالمي، ماذا يمكن لكم إخبارنا به لاسيما بخصوص زيارة الوزير الإسرائيلي “رون ديرمر” لروسيا بعد زيارته مباشرة للولايات المتحدة الأميركية ولقائه مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وعن مواصلة الحكومة الإسرائيلية عدم الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية وتمزيق سفيرها لميثاق الأمم المتحدة بالخرامة في مجلس الأمم المتحدة ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وإصرارها على مواصلة الحرب الكارثية؟ وهل يعتقد سعادتكم أن إسرائيل يمكن لها أن تتقبل أي دور لروسيا في المنطقة ونحن نرى إصرار أمريكا والغرب على مواصلة حربهم الجماعية ضد روسيا في أوكرانيا ورسائلها النارية عبر ذراعها الإسرائيلي في الاعتداءات شبه اليومية على سوريا وقرب قاعدتي “طرطوس” و”الحميميم” والذي يراه الكثيرون بأنه يهدف لإبعاد روسيا عن المنطقة؟ في ضوء ذلك، هل ترى إمكانية تغيير هذا الموقف الغربي الإسرائيلي وتقبل أي دور روسي لإنهاء الحرب واستعادة دور اللجنة الرباعية الذي جمدته واشنطن واستفردت منفردة بأوراق الحل والربط في المنطقة؟
لقد ذكرتم في سؤالكم أن إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الإنسانية الدولية وذكرتم حادثة تمزيق سفيرها لميثاق الأمم المتحدة أمام العالم بأجمعه أثناء اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذكرتم إصرار مواصلة إسرائيل الحرب الكارثية في فلسطين ولبنان. هذا جيد، ولكنني أريد أن أضيف إلى ذلك أن القيادة الحالية في تل أبيب لا يمكن وصفها غير أنها قيادة مجرمة وأن جرائمها أصبحت موثّقة دوليا وبالأرقام المثبتة بعدد الأطفال والنساء والأبرياء من الشعب الفلسطيني واللبناني الذين تم قتلهم عدى دمار الممتلكات وتهجير سكان قطاع غزة وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت.
أما بخصوص سؤالكم بشكل محدد فيما يخص زيارة الوزير الإسرائيلي “رون ديرمر” لروسيا بعد لقائه بالرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب وهل ممكن أن تتقبل إسرائيل دوراً لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، أقول بعد الاطلاع على بعض المقالات والأخبار فيما يخص تواجد وزير إسرائيلي في روسيا، تشكل عندي انطباع أن هناك من يسعى لصيد روسيا بالماء العكر، أو صب الزيت على النار.
أستغرب محاولات التشكيك بموقف روسيا والمعلن رسمياً بكل وضوح عن رفض وإدانة كل ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وضد لبنان وسوريا. وفيما ورد من أخبار بخصوص الوزير الإسرائيلي والسعي حسب ما قرأت لإيجاد دور لروسيا وإذا كان بالفعل قد تواجد هذا الوزير في روسيا في حين أنه لم يصدر أي خبر رسمي روسي عن زيارة بهذا المستوى في هذا التوقيت. أريد أن أوضح أنه ليس هناك أسرار وأنه توجد دائما قنوات اتصال مباشرة وحتى زيارات متبادلة لممثلين الأجهزة المختصة والمعنية بما في ذلك الأمنية والعسكرية، وأؤكد أن هذا ضروري جدا بالرغم من الاختلافات الحادة يجب أن تكون هناك قنوات تسعى لإيجاد حلول أو محاولات لتخفيف التوترات والمساعدة في حل الأزمات وأتصور أنه حتى بالرغم مما وصلت إليه العلاقات والخلافات بين واشنطن وطهران إلا أن قنوات الاتصالات مستمرة بينهم، فما بالكم بأهمية هذه القنوات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في الظروف الحالية وخاصة أن هناك توجد نقاط مراقبة روسية على الحدود بين سوريا وإسرائيل، ووجود قاعدة بحرية روسية في منطقة الشرق الأوسط على البحر الأبيض المتوسط في سوريا، وأستغرب تصوير الاتصالات الإسرائيلية الروسية على أنها مساعي من أجل أن تلعب روسيا دور في الشرق الأوسط، وهذا تصور سخيف ودليل على أنه مستوى منخفض من الوعي السياسي ومعرفة روسيا وموقفها فيما يخص منطقة الشرق الأوسط والصراع العربي الاسرائيلي، وروسيا لا يمكن أن تغير سياساتها ومواقفها بخصوص حل القضية الفلسطينية بالذات وأنه لا يمكن حل الأزمة في الشرق الأوسط إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع أراضي الـ 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة.
أكرر أن روسيا لا يمكن أن تغير موقفها بخصوص ذلك، ولا يمكن أن تقبل بأي مشاريع تهدف للمساومة أو التنازل عن موقفها هذا مقابل أن يكون موقف آخر بديل من الطرف الآخر حسب ما يحاول بعض الصحفيين والمحللين والذين لا أصفهم إلا بقصيري النظر تسويقه، وهو أن تسمح روسيا لإسرائيل في التمدد والاحتفاظ بالقدس والجولان، مقابل أن يتراجع الغرب والولايات المتحدة الأميركية عن دعم أوكرانيا، والاعتراف بالقرم وباقي الأراضي التي تسعى روسيا لاستعادتها من خلال العملية العسكرية الخاصة، وتعترف بأنها لروسيا.
أعود وأكرر، بأن روسيا لا يمكن أن تتراجع أو تساوم من خلال أي اتصالات على قضايا تم اتخاذ قرارات بخصوصها من قبل مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأن أي اتصالات روسية لا يمكن إلا أن تسعى من خلالها لتنفيذ هذه القرارات، أريد أن أنهي جوابي على تساؤلاتكم على أنه يجري الان نشاط غير مسبوق ضمن الحرب الهجينة ضد روسيا، الإعلامية منها بالذات من قبل الغرب لتضليل المجتمع الدولي لحقيقة مبدئية السياسة الروسية التي تتبعها بخصوص القضايا الدولية المختلفة. وحتى أن الغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بدأوا في الفترة الأخيرة يستخدمون خبرات مؤسسة إنتاج الأفلام الهوليودية الأمريكية لإخراج أفلام قصيرة لتضليل وتشويه سمعة روسيا أمام المجتمع الدولي، لذلك أنصح بالاهتمام والاعتماد على المصادر الروسية الرسمية فيما يخص كل المواقف والاجتهادات والدور الروسي الذي تقوم به في المشاركة وحل الأزمات المختلفة في العالم.
كاتب ومحلل سياسي
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي