سوريا بين دعمها لمحور المقاومة وبين غارات العدو
تقرير: شيماء طه
تشهد سوريا تصعيداً إسرائيلياً منذ بداية شهر أكتوبر لم تشهده منذ سنوات وقال المرصد السوري إنه وثق خلال هذه الفترة 23 هجومًا عبر غارات جوية طالت مواقع عسكرية ومبانٍ ومعابر حدودية وشخصيات من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، والميليشيات الإيرانية إضافة إلى مخازن للأسلحة.
وأضاف المرصد أن هذه الهجمات تسببت بمقتل 41 شخصًا بينهم 12 مدنيًا، فيما توزعت باقي حصيلة القتلى على عناصر القوات الحكومية وعناصر وقيادات في الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني، و10 من حركة فلسطينية.
وتواصل القوات الإسرائيلية والأمريكية شن غارات مستمرة وقطع الأوصال بين سوريا ولبنان وضرب الحدود والمعابر الشرعية والغير شرعية وهناك بعض الإغتيالات لقادة حسب الله من قلب سوريا.
أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إجراءات جديدة في معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، تشمل السماح للسيارات العامة والخاصة بالوصول إلى نقطة “الاعتداء الأولى”، المعروفة بـ”الحفرة الناجمة عن الاعتداء الإسرائيلي”، سواء في رحلات القدوم أو المغادرة.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السيارات المغادرة تحصل على ورقة سماح بالمغادرة من الجمارك، يتم تدقيقها أصولاً من قبل عناصر الهجرة والجوازات عند حاجز المغادرة.
وأعلن أهالي مدينة جاسم شمالي درعا ، عن تشكيل قوة تنفيذية في المدينة بهدف إعادة الاستقرار والنظام، بعد فترة من التوترات الأمنية. ونقل موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي عن قائد القوة المشكلة، “أبو صالح الكناكري”، وأن الهدف من القوة التنفيذية هو دعم القائمين على شؤون المدينة ومؤسساتها ومشاريعها، وضبط الأمن من خلال القضاء على المظاهر المسلحة العشوائية في الطرقات، بالإضافة إلى حل النزاعات والخلافات بمشاركة المجتمع الأهلي، بهدف إعادة الأمان والنظام إلى المدينة.
ومن جانبها نفت حكومة “الإنقاذ” وجود عناصر تتبع للاستخبارات الأوكرانية في إدلب، وقالت إن هذه المزاعم الروسية تأتي في سياق “حملة إعلامية تضليلية تستهدف الثورة السورية”.
وقالت “الإنقاذ” في بيان صدر عنها إن هذه “الأدلة الفارغة، تفتقر إلى أي أدلة موثوقة، وتأتي في إطار المساعي الروسية لتحويل شمال غربي سوريا إلى ساحة مفتوحة لجرائم نظام الأسد وتوفير غطاء لتحركات الميليشيات الإيرانية، بما يعزز من نفوذها في المنطقة ويمهد الطريق لتصعيد إجرامي منسق ضد الآمنين”.
وفي نفس السياق توقع سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، شلال كدو، انضمام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى القوات الحكومية في حال انسحبت القوات الأميركية من سوريا.
وقال “كدو” في حديث لموقع “باسنيوز” إن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة، وإن المزاج العام الدولي والإقليمي إضافة إلى المزاج الوطني السوري “سوف يكون مساعدا أو جاهزا لتقبل تطلعات الكرد السوريين للحصول على حقوقهم”.
ووصل وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده إلى العاصمة السورية دمشق، أمس السبت، بهدف لقاء مسؤولين سوريين كبار، وفق ما نقلت وكالة “مهر” الإيرانية.
وأوضح عزيز نصير في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” السورية، إن هدف الزيارة إجراء لقاءات مع المسؤولين والعسكريين السوريين للبحث في عدة مسائل مشتركة بين الدولتين وخاصة في مجال الدفاع والأمن بما يهدف إلى توسيع التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين.
وأكد زاده أن سوريا داعم أساسي في “محور المقاومة”، على حد وصفه وأن إيران مستعدة لتقديم كل وسائل الدعم إلى دمشق بناء على توصيات القيادة الإيرانية.
ومن جانبها أدنت وزارة الخارجية الإيرانية برئاسة إسماعيل بقائي الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عدة مواقع في دمشق يوم أمس، وأسفر عن مقتل قيادات في “حركة الجهاد الإسلامي”.
وقال إسماعيل بقائي، إن “توسع نطاق الإعتداءات إلى دول الجوار، والانتهاكات المتكررة لوحدة الأراضي والسيادة السورية يشكل اعتداء صارخًا على ميثاق الأمم المتحدة”، داعيًا مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الهجمات الإسرائيلية.
و قال علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي إنه حمل رسالة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق وبيروت، مشيراً إلى أنه سيترك لهما الإجابة عن مضمونها.
وأضاف “لاريجاني” أن الرسائل التي حملها “هي من قائد الثورة والجمهورية مباشرة”، والهدف منها “تقديم الدعم للمقاومة وللشعبين اللبناني والسوري”، وفقاً لما نقلته قناة “الميادين”.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال إن الرئيس التركي أعلن وعلى أعلى مستوى عن استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وهو تصريح يعكس أهمية كبيرة من قائد في دولة ديمقراطية.
وأكد هاكان في لقاء مع قناة “A HABER” التركية، على ضرورة أن يجلس أصحاب الإرادة المباشرة من كلا البلدين والعمل على حل المشكلة.
وأشار فيدان إلى أن اجتماعات أستانا جمدت الحرب الأهلية في سوريا، ولم يعد يموت الكثير من الناس، وانخفضت حالات النزوح القسري. لكن الملاحظ الآن الخطوات اللازمة لحل شامل لم تتخذ بعد، وشدد على ضرورة أن تتخذ دمشق قرارا بشأن إعادة نحو 10 ملايين سوري من الخارج إلى بلادهم.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشليك، إن القوات المسلحة التركية في وضع يمكنها من بدء عملية عسكرية شمال سوريا فور صدور الأوامر.
وأضاف المتحدث في تصريحات صحفية: “نتابع التحركات في المنطقة. خلال السنوات السابقة كانت تصدر أوامر العمليات العسكرية، وبعدها بشهر أو شهرين يتم تنفيذها”، وأوضح أن “الوضع الحالي هو أنه عندما تصدر الأوامر، يكون الجيش التركي مستعدا للعمليات ويمكن تنفذيها فورا”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي